يبدو أن يونيو لا يريد أن يمضي دون أن يترك بصمته السوداء في تاريخ مصر.. فإذا كان الخامس منه قد مضى دون أن يشعر المصريون معه بأدنى إحباط، فإن الرابع عشر منه قد يمثل انتكاسة إن انحرف أهل الحكم والقانون والكياسة! والحاصل أن هناك سيناريوهين مفزعين للحكم "السياسي" الذي ستصدره المحكمة الدستورية يوم الخميس 14 يونيو بخصوص السلطات الكبرى الثلاث المتصارعة على الشعب! السلطة التنفيذية التي انحرف بها المجلس العسكري لطرف على حساب الشعب، والسلطة التشريعية التي انحرف بها البرلمان على حساب الثورة، والسلطة القضائية التي أساء لها الجنرال أحمد الزند! وإذا كان السيناريو الأول الذي يقضي بحل البرلمان واستمرار شفيق كارثة، فإن السيناريو الآخر الذي يقول باستمرار البرلمان، واستمرار شفيق كارثتان! لقد سربت مفوضية المحكمة الدستورية أو تسرب عنها أو منها تقرير ظريف يحدد الخيارات أمام "الإخوة" و"الإخوان" على طريقة: ما رأيك؟ تعزل شفيق.. نعزل البرلمان! تسيب شفيق نسيب البرلمان وفوقه "بوسة" كمان! ولأنني من أولئك الذين خاب رجاؤهم في الطرفين "المجلس" و"الإخوان"، ولأن ما أقوله فيهما دائمًا يأتي عكسه، أقول اليوم آملاً أن يتحقق العكس، إن الإخوة والإخوان سيتفقان "كالعادة" بحيث يبقى البرلمان ويبقى شفيق، دون أن تأخذهما شفقة بالشعب المصدوم والمكلوم في ثورته حتى الآن! لقد هب النظام القديم بكل أدواته وأسلحته الفتاكة ليُنصِّب "ظلمائيل" رئيسًا لمصر.. القوات جاهزة، والإعلام جاهز، ونادي الزند حاضر بقوة، والأمن سيعود في أقل من ساعة! إنه "ظلمائيل" الهابط من أسطح العمارات في التحرير بعد قتل المتظاهرين، مبشرًا بالأمن والعدل في زمن الكذب والتضليل، ومهددًا كل قوانين العزل وأحكام المؤبد بالمحو والإلغاء والتعطيل! لقد استقر النظام عليه.. على "ظلمائيل".. ولأن ذلك كذلك، فلا أحد يقترب برصاصة أو حتى زجاجة ماء، من أولئك الثائرين في ميدان التحرير وكل الميادين! إنهم ليسوا الشعب.. هكذا قال كل المتحدثين الرسميين للثورة المضادة بمن فيهم رئيس نادي قضاة مصر.. تصوروا!! لقد بانت إرهاصات وصول "الفريق" أو "الفريس" شفيق.. "كلها حرفين تم تغييرهما سريعًا بحيث تصبح الدولة مدنية لا عسكرية"! بانت هذه الإرهاصات بقوة منذ أن منعت قواته ندوة نقابة الصحفيين، ومنذ أن حضرت ملايينه الخمسة "فجأة"، وهي المرشحة لأن تكون 18 مليونًا "فجأة"! في ضوء ذلك أعلن قبل الرابع عشر من يونيو، أي قبل الحكم لصالح "الفريس" شفيق، أنني سأعارض سيادته، لأنه ليس من رجوناه رئيسًا لمصر بعد 25 يناير، سنعارضهم، مهما أحاطونا بالقمر المعتم، والشمس الكئيبة، ومهما دفعوا بكل جنرال أو قاض أو زعيم كتلة أو خريج سجون أو قائد كتيبة! سنبقى في صف الشعب الذي يسمونه الآن علنًا "زي زمان"، "الفئة المندسة"، و"القلة الحاقدة"، و"أصحاب الأجندات والمخططات الخارجية". والحق أن هناك بالفعل "مخطط داخلي" و"مؤامرة داخلية"، و"أجندة داخلية" و"أصابع داخلية"، و"أقدام داخلية" لدهس ثورة 25 يناير! [email protected]