دخل الجيش المصري أمس منعطفا إضافيا أشبه باختبار جديد لمدى تمسكه بالاستجابة لمطالب الشعب. لقد أثبت هذا الجيش العظيم انحيازه الواضح للناس عندما اعتذر قائده العام لقائده الأعلى مستجيبا لصيحات أو صرخات الشعب. وفي زمن قياسي تمكن ضباط وأفراد الجيش من اختراق قلوب المصريين مسيطرا على مشاعرهم ومعيدا للأذهان بطولاته الكبري في حرب الاستنزاف وملحمة أكتوبر. ولأنه - الجيش - وجد نفسه فجأة مطالبا بإصلاح كل فساد وتلبية كل مطالب على جميع الأصعدة السياسية والاقتصادية والاجتماعية، فقد أخذ وقتا اعتبره الشباب طويلا وهو يجهز قوائم الفساد ويهيئ لمرحلة الانتخابات، ويلبي احتياجات جميع الفئات. لم يمر يوم على الجيش دون أن يحرز تقدما في ساحة من الساحات، لكن عملية الاستنزاف التي حدثت لمصر خلال أكثر من ثلاثين عاما كانت وما زالت كبيرة. لم تمر مطالبة من مطالب الشعب دون أن يتوقف أمامها أفراد المجلس العسكري محاولين معالجتها، لكن المرض كان ولا يزال أشرس مما يتصور البعض. وعلى الطرف الآخر، كان شباب 25 يناير يتساءلون: لماذا هذا البطء في اتخاذ القرار؟ السلطة في يدكم والشعب كله معكم فلماذا كل هذا الوقت؟ الناس تحبكم وتتعلق بكم فلماذا كل هذا التمهل؟ في ضوء ذلك من حق الشعب أن يغضب دون أن يشكك في نبل الجيش، ومن حق الجيش أن يعاتب دون أن يغضب من أفراد الشعب.. ومن حق مصر أن تفرح بالاثنين..طالما حسنت النية. [email protected]