وماذا بعدُ؟ قد أصبحتُ جَدّا أعُدُّ بَواقيَ الأيّام عَدّا أرى الأيامَ بين يديَّ نشوى تخاطبني تقول بلَغتَ حَدّا وكلُّ يَدٍ تهنِّئُني أراها تشُدُّ بَقِيَّتي فأشُدُّ شَدّا تَشَبَّثُ بي سوامقُ أُمنياتي تَمُدُّ يدًا وترجو أن أَمُدّا وقد مُدّتْ يدايَ، ألمْ تكونا عذابًا للعدُوِّ إذا تَحَدّى؟ وكان نَداهُما نبعًا أثارتْ كوامنُ ما به للناس وُدّا نظرتُ إلى قوادمِ أُمسياتي أُسائلها، فكان الصبحُ رَدّا يبشّرني، يشير إلى «رِتالٍ» وقد جاءت قُبيْل الفَجرِ عَمْدا فجاء الفَجرُ ليس ككلِّ فَجرٍ كمن فقَدَ الإرادةَ فاستردّا ألا مَنْ لي بمَنْ يصِفُ ابتهاجي وقد قبَّلْتُ في بُشْرايَ خَدّا لِفاتِنةٍ تقول لكلِّ حُسْنٍ تَنَحَّ (ولا تَنُحْ) إذ لستَ نِدّا ومَنْ يصِفُ الجمالَ وقد تغنَّتْ به الأطيارُ لمّا أنْ تَبَدّى تألَّق في أذانِ الفَجرِ نورًا فآذَنَنا وأذَّنَ واستعدّا فكان أذانُه البُشْرى بأنّي (لِذَاتِ الحُسْنِ) قد أصبحتُ جَدّا