ثلاثة خبراء في حقوق الإنسان عينتهم الأممالمتحدة أصدروا تقريراً عن الحرب الإسرائيلية على غزة. وتزامن ذلك مع أخبار من اسرائيل ان التحقيقات في الهجوم على أسطول السلام الذي أدى الى مقتل تسعة من نشطاء السلام قاربت على الانتهاء. كنا نعرف هذا إلا أن أهمية ما سبق صدوره عن خبراء وعن الأممالمتحدة. التقرير الإسرائيلي سيقول ان نشطاء السلام الأتراك انتحروا، كما انتحر السيد المسيح من قبل، وإن اسرائيل بريئة من دمهم، كما ان اليهود قبل ألفي سنة كانوا أبرياء من دم المخلّص. وعندي أخبار من هنا وهناك: - شكا لي قارئ من أنه وقع ضحية نصابي الإِنترنت، فقد تلقى تبليغاً «رسمياً» بأنه ورث ستة ملايين دولار، وأخذ منه «المحامون» رسوماً لإكمال المعاملات واختفوا مع 30 ألف دولار استدانها ليدفعها لهم. وهو يسألني ماذا يعمل، واقترحت عليه اللجوء الى القضاء، ثم توقفت في نصف الرسالة، وكتبت له انني لا أعرف، فهو قد يخسر 30 ألف دولار أخرى من دون أن يسترد شيئاً. يا اخوان، الأميركيون يقولون: «إذا كان العرض لا يُصدق، لا تصدقه». وعندي عشرات الرسائل التي لو صدقت واحدة منها لتقاعدت وتركت العمل. وأنا عادة احتفظ بالظريف منها مثل رسائل بالفرنسية من فاطمة أو خديجة تخاطبني باسم «كوكو»، وواحدة تهنئني بالفوز بجائزة ملكة جمال العالم، ولكن لم أفهم هل الجائزة فلوس أو الملكة نفسها. وأخرى من ملكة جمال أفريقية (احتفظ باسم البلد) عمرها 22 سنة وتعرض عليّ مواهبها، بل كانت هناك رسالة من رجل يصف نفسه بأنه «قس» ويحتفظ ب 32.7 مليون دولار ورثتها من حيث لا أدري. انصح القراء بأن يتعاملوا مع مثل هذه الرسائل كنوع من التسلية فقط. - لا تزال البلدان العربية تحظى باهتمام كبير كهدف للسياحة. وبعد أن كتبت عن مجموعة صحف غربية خصصت ملاحق السفر والسياحة فيها، في نهاية أسبوع واحد، للبلدان العربية، وجدت في الأسبوع التالي ان ملحق «الصنداي تلغراف» هو عن السياحة في عمان، وصفحته الأولى ازدانت بصورة كبيرة للبلد الذي عرفته وهو يخرج من القرن الثاني الهجري، وبقيت معه بعد أن أصبح بلداً عصرياً من دون أن يفقد أصالته. وقد زارته ابنتاي اللتان عاشتا العمر كله في الغرب وعادتا بأجمل القصص عنه. - من أخبار السياحة العكسية، ان 494 ألف سائح من دول الخليج زاروا بريطانيا السنة الماضية، بزيادة تسعة في المئة على رقم السنة السابقة. ولا بد ان رقم هذه السنة سيظهر زيادة أخرى، فالخليج نجا من الأزمة الاقتصادية العالمية، وهذا الصيف كنت أجد صعوبة في رؤية انكليز وسط بحر العرب، خصوصاً في منطقتي بارك لين ونايتسبردج. والنتيجة ان رئيس شركة «بريتش ايروايز» شكا في مؤتمر لشركات الطيران في بروكسيل من هجمة شركات الطيران العربية. هو يعاني مشاكل مع نقابات العمال، ويريد أن يحمّلنا مسؤولية فشله، مع اننا أمهر من حمّل الآخرين مسؤولية فشلهم. - صدر كتابان عن نيكولاس حايك بعد وفاته أخيراً ولا أدري ان كان وقتي سيتسع لقراءة أحدهما. هو ذلك السويسري اللبناني الأصل (ولد في بيروت لأسرة من الكورة) الذي كان وراء الساعة «سواتش» ثم السيارة «سمارت»، والسويسريون أنفسهم يقولون انهم أعادوا صناعة الساعات السويسرية من حافة العدم، بعد أن هزمتها الساعات الرخيصة الثمن والدقيقة جداً التي تستعمل «كوارتز». عندنا عباقرة ولكن ليس عندنا عبقر، وهذه قرية قال ابن الأثير انه يُزعم ان الجن تسكنها فكلما رأوا شيئاً فائقاً غريباً مما يصعب عمله ويدق أو شيئاً عظيماً نسبوه اليها، هذا ما فعل نيكولاس حايك. - لا أعرف إذا كان عبدالرحمن الراشد استقال أو طلبت منه الاستقالة ولم أتابع السبب ولا أعرف ان كان عاد الى العمل أو لم يتركه ولا أعرف أين هو الآن، فالخبر عنه في الصحف وعلى الإنترنت، وأقرأه من دون طلب ومن دون أن أتابع التفاصيل. ما أعرف هو أن عبدالرحمن الراشد صحافي مثقف وقارئ جاد ونهم، مع اتصالات شخصية على أعلى مستوى توفر له معلومات اضافية خاصة، لذلك كانت مقالاته دائماً ممتازة أو مميزة. وانتقادي الوحيد له هو انه لم يتزوج بعد، ولم ينضم الى موكب المعذبين في الأرض مثلنا. أكتب هذا بعد أن لاحظت ان كثيرين وقفوا مع أخينا عبدالرحمن أو ضده من دون معرفة بالرجل. أنا أعرفه منذ تزاملنا في واشنطن في بداية الثمانينات، وحتى اليوم، ولا تربطني به أي مصلحة شخصية من أي نوع، لذلك أصر على أن رأيي فيه موضوعي ومن منطلق المعرفة. [email protected]