أحمل قصيدتي.. وقد تشققت أصواتها.. واختلطت أنّاتها واشتبكت حروفها بحافة الجدار فأرتمي ملازمة لموقعي الآن.. يا قصيدتي.. ونحن في سفر إلى ديار البعد ماذا تراك تفعلين بي؟ العبء لم تعد تطيقه يداي ولا الطريق صار كاشفا مداي ولا النهار مثلما عهدته نهارا ولم تزل أصداؤه البعيدة تئز في خطاي وتحتمي ذكرياته بأدمعي لكن أنت أيتها القصيدة.. لم أعد أستوعب حروفك فما بالك ونحن في سفر! أوشكت تغدرين بي بل وتهزئين بي تلامسيني مرة وتفلتين.. تراودينني مرة.. فأسرع بخطاي إليك حتى إذا اقتربت منك.. (دنوت وارتميت!) تراوغينني بحديثك.. ولا أستطيع النسيان وتنسين أنه في داخلي خفاياك حتى إذا اقتربت من النوم أبعدتيه ب (جرائه) فيرحل بعيدا عني إلى أناس آخرين وأبقى بجوارك يا قصيدتي ألوم.. (الوقت والمرض.. الزمن والموت).. وكل شيء يخلق بيننا المسافات وأعود من جديد إلى دوامة القلق وقهر بداخلي يكاد يفترس أعضائي فأصيح بك قائلة: يا لغربة الفراق أنا التي نفيت عن عوالمي واحترقت قوادمي.. ولم تعد قصيدتي تضيء رحلة الوجود، والأسفار بل أصبحتْ تكتم عن مسامعي نداءاتي البعيدة في المدار! ويبقى للعبير اختناق اللجين