حلية العروس وزينتها بالذهب أكثر ما يحرص أهل العريس والعروس على تواجده، حيث يعد من أهم مكملات الفرح والتي تستوجب على كل فتاة ان تمتلكها قبيل ليلة زفافها، ونظرًا للتغير الذي يشهده الذهب خلال مواسمه العديدة وارتفاع سعره، فقد اختلفت العادات والموروثات عن أهمية الذهب وامتلاكه لتلجأ بعض الأسر للاستعانة بالإكسسوار أو الذهب المقلد إلى جانب قيام بعض النسوة باستئجار الذهب من بعض المحلات في ظل وجود الرهن ذي القيمة، ومع اقتراب نهاية العام الدراسي وحلول الأجازة الموسمية يكثر الإقبال من قبل الفتيات والسيدات على تلك المحلات، في محاولة للتوفير في زمن الغلاء بالإضافة إلى رغبة الكثير من العرائس في اقتنائه لعدم وجود فرق واضح بينه وبين الذهب الحقيقي. خسائر فادحة سهيلة عبدالله والتي صادفناها بقرب إحدى محلات الذهب تلقي بنظراتها على مختلف الأشكال المعروضة وحين سؤالها عن وجودها قالت: في الحقيقة أستعد لحفل زفاف بعد شهر من الآن ولم يتبق لي سوى البعض من المال فكان الخيار الأول لي هو شراء الذهب، ولكن بعد مشاهدتي لارتفاع أطقم الذهب الكبيرة واختلاف أسعارها كان لي ان اشتري طقما ناعما واحدا فقط واستنفد ما تبقى معي في شراء الإكسسوار المقلد وتكمل حديثها بقولها: لا أرى أي اختلافات بين المقلد والحقيقي بالإضافة لعدم رغبتي في تكبد خسائر مادية كبيرة، وسأشتري بعد زفافي. وتوافقها الرأي في ذلك هند عبدالله والتي قالت: مهري لم يتعد العشرين ألف ريال وبعد تقسيمه وجدت أنني أملك قرابة العشرة آلاف ريال لشراء الذهب ولكن ما أحبطني هو ان الطقم الناعم والأقل وزنًا تصل تكلفته لقرابة الستة آلاف ريال, وللأسف الكثير لن ينظر لذلك، ففضلت شراء قطعتين فاخرتين من الذهب المقلد والتي لن ارتديهما سوى لأيام محدودة وباقي ما لدي سأقوم بشراء بعض القلائد الذهبية التي سأرتديها مطولًا فيما بعد. عادة أصيلة وخالفتهم الرأي السيدة أم أحمد بقولها: عندما تحصل الفتاة على مهرها لابد أن تخصص الجزء الأكبر منه لشراء الذهب وهذا ما اعتدنا عليه منذ زمن قديم، فالذهب لايقدم ويظل سعره في ارتفاع، وللأسف غالبية فتيات الجيل الحالي لايعلمن بذلك وتتوجه أنظارهن واهتماماتهن لصرف المال على الملابس وأدوات التجميل بالرغم من إمكانية زوالها واستحداثها بالجديد وذلك بخلاف الذهب, وعن توجه الفتيات لشراء الذهب المقلد قالت: من الخطأ اعتماد ذلك من الفتيات لما فيه من الاستهوان والاستهتار بالعادات القديمة والتي تحضر فيها الفتيات لمنزل زوجها وهي بكامل حليها مشيرة إلى أن ذلك يعتبر أمرًا مرفوضًا من المجتمع كذلك. وأضافت أم أحمد: لابد أن تحرص الأم على الحديث مع ابنتها عن أهم المستلزمات التي لابد أن تمتلك الفتاة أثناء التجهيز للفرح حيث إن الذهب يعد من أهم المستلزمات التي تميز الفتاة العروس وتضيفها جمالًا وإقبالا من قبل المجتمع وأهل العريس تحديدًا. فيما كان لخلود سالم رأي آخر عن ذلك ولخصته بقولها: شراء الذهب في الوقت الحالي من أكبر الهموم التي تواجه الفتاة قبل زفافها وذلك لما يتطلبه من ميزانية كبيرة فعند عقد قراني قدم لي مهري الذي لم يتجاوز الخمسة والثلاثين ريالًا، لم استفد سوى من خمسة عشر ألف ريال فقط في شراء الملابس والمستلزمات الخاصة بينما كلفني طقم واحد من الذهب قرابة العشرين ألف ريال، وعن توجه الفتيات لشراء الذهب المقلد قالت: من وجهة نظري أجد أنها خطوة ممتازة فالجيل الحالي لا يرتدي الذهب وإن كنت أفضل أن يتم استبدال الذهب الأصفر بالفضي لكونه الأكثر طلبًا ورغبة من قبل الجميع والبعد كذلك عن التوجه لشراء الذهب المقلد الذي لا يحمل أي قيمة مادية.