على رغم أن جهاز «العروس» له مدلولات اجتماعية كبيرة عند العائلات التي تفخر بجهاز بناتها، الذي يزخر بكل ما تحتاجه وما لا تحتاجه، إلا أنه لم يعد يخضع لقيود العادات والتقاليد التي كانت تحكمها بالدرجة الأولى الوجاهة والمستوى الاجتماعي، بل تغير بحسب متطلبات وحاجات العروس، حتى لو كانت من مستوى اجتماعي مرموق، إذ أصبحت الفتيات أكثر نضجاً وأكثر وعياً لما سوف يستخدمنه من مستلزماتهن الشخصية بعد الزواج. «سارة» فتاة مقبلة على الزواج وموظفة دونت في ورقة كل ما تحتاجه من جهازها، متجاوزة بذلك خطوط الوجاهة الاجتماعية في جهاز العروس، وعلى رغم أن مهرها مرتفع ووظيفتها تدر عليها دخلاً شهرياً جيداً إلا أنها آثرت شراء ما تستخدمه فقط، معتبرة شراء أغراض وفساتين لن تستخدمها إلا لمجرد التباهي أمام الناس أمراً مستهجناً ومصروفات بالإمكان توفيرها لدفعها في أغراض أخرى قد تكون أقل قيمة لكنها أكثر فائدة، ومن المصروفات التي تعتبرها غير ضرورية فستان الغمرة (الحناء) واكسسواره، وفستان «ليلة الدخلة»، لذا فضلت تأجيرهما، مبررة لجوءها للإيجار، على رغم أنها تستطيع شراءه بأي ثمن، بأنها لن ترتديه سوى مرة واحدة فقط، ولن تستطيع ارتداءه بعد ذلك. فيما لجأت «حنين» لطريقة جديدة في جهازها، إذ وزعت بعض الأغراض التي تحتاجها على صديقاتها وقريباتها لتقديمها هدية لها، وتقول: «كل صديقاتي وقريباتي يرغبن في إهدائي هدية بمناسبة الزواج، فوزعت بعض الأغراض عليهن، مثل شنطة العود، وسجادة الصلاة، وعلب الماكياج، فيما وزعت الذهب على أعمامي وأخوالي، وهكذا لم يتبق لي سوى شراء المستلزمات الخاصة»، وتنازلت حنين في جهازها عن الكثير مما تعتبره رفاهية ومجرد مظاهر اجتماعية ليست من الضرورة، مثل فساتين السهرة باهظة الثمن، التي من الممكن أن تنتهي موضتها من دون أن تأتي مناسبة وترتديها، معتبرة أن المتغيرات الاجتماعية، وارتفاع الأسعار تجبران العرائس وعائلاتهن على التنازل عن بعض التقاليد والعادات وتغييرها بحسب الظروف ومتطلبات العصر. وترى «أم حنين» أن البذخ في جهاز العروس، الذي كان مصدر تفاخر في الماضي، أصبح عند عرائس هذه الأيام مصروفات ليست ضرورية، لافتة إلى أنه قبل 30 عاماً حينما تزوجت كانت فساتين السهرة الفخمة جداً ضرورية في جهاز العروس ولا يمكن الاستغناء عنها خوفاً من كلام الناس وللتباهي أمام أهل العريس، لكن عروس اليوم باتت تفضل جهازها مليئاً بالضروريات التي سوف تستخدمها، أما فساتين السهرة فتشتريها عند المناسبات حتى تكون مواكبة للموضة، كما أصبحت تستغني عن الذهب لارتفاع أسعاره بالإكسسوار أو بالذهب البديل.