هل سمع السيد كارتر، والسادة في البيت الأبيض والأحمر، وفي كل البيوت والبيوتات، والمحافل الدولية عن انتخابات "نزيهة"، من خلال صناديق "نظيفة"، وبإشراف جهات "عفيفة"، ورقابة منظمات "شريفة"، تقود نتيجتها إلى أزمة شعبية وسياسية "طاحنة"؟!. أما وقد سمعوا وشاهدوا، فهلاّ سألوا أنفسهم: كيف جاءت نتائج الانتخابات في مصر على غير رغبة الغالبية العظمى للشعب؟! ولماذا لا يشعر المرشحان الفائزان بدخول جولة الإعادة بالفرح والبهجة، بقدر ما يشعران بالخوف والحرج؟!. يدرك الدكتور محمد مرسي مرشح الإخوان جيدًا أنه لم يعد يرشح الشعب المصري بعمومه، أو بأغلبيته منذ أن تخلّى وتخلّت جماعته عن الثورة والثوار في مناسبات ومحطات دامية عديدة.. ولأن ذلك كذلك، وبروح وطنية حقيقية ذكّرت الناس ببدايات الثورة، يسعى الدكتور مرسي، وعقلاء الجماعة، في البحث عن مخرج للأزمة، وكأنهم الخاسرون!. ويدرك الفريق شفيق أنه مهما وقف صارخًا بأنه "سيعيد للشباب ثورتهم التي سُرقت" أنه السارق، وأن جماعته هي المتورطة في سرقة حلم الشعب.. يدرك الرجل ذلك مهما زعم أفاعي وسحالي الإعلام الذين بدأوا في الزحف من جديد "يعرفهم الناس الآن بالاسم، وبالبدلة، وبالصلعة، وبالعائلة"!. في المقابل، لماذا يفرح حمدين كل هذا الفرح، ويرضى أبوالفتوح عن نفسه، وعن شعبه كل هذا الرضا؟!. وجه حمدين الخارج من عسل النيل الخالد، ومن صلب الشعب الصامد، يبدو أكثر إشراقًا، ووجه أبوالفتوح ينطق ثقة وأملاً في المستقبل، وكأنهما هما الفائزان!. إنهما يدركان جيدًا أن روح الثورة تسري من جديد.. تنتقل من شريان إلى شريان، وتؤكد أنها مستمرة كالطوفان.. مهما كان. بالأمس حين كانت لجنة الانتخابات تعلن الموقف الأخير من الجولة الأولى، كان عبير الثورة يهب من جديد، فيملأ حمدين باليقين، وينفض غبار اليأس من قلوب المهمومين، والمكلومين من أبناء وأمهات وأخوة وأخوات وأصدقاء الشهداء الخالدين!. بالأمس وبعد الإعلان عن أن الرئيس القادم سيكون بين مرسي وشفيق، كان شهيق حمدين يؤكد أنه قادم، حيث سبق صهيل الثورة حصانه، وحيث تأكد الجميع بمن فيهم مرسي وشفيق أن الزمن زمانه، وأن الأوان أوانه!. إنه مجرد تضييع وقت في تعطيل الثورة التي لم تفقد (طزاجتها)، ولم تعد عيونها التي أهداها إليها أحمد حرارة، أو يُغم عليها بحيث لا تعرف مَن يصونها ويعشقها!. إنه مجرد تعطيل لساعات الثورة المستمر في العد، وشد أطراف الغد.. فانتظروا وعدوا معها على أصابع اليد!. [email protected]