اختتمت جلسات ملتقى الإعجاز العلمي الثاني في القرآن والسنة بمنطقة جازان والذي استمر على مدى يومين .وشهد الملتقى جلسات علمية متخصصة وذلك عبر جلسات عمل شملت في يومها الأول ورقة علمية حول « الحجامة ودورها في علاج الربو الشعبي، فيما تضمنت الورقة الثانية بحثاً عن «التلوَث الضوئي حقيقته وأخطاره. وكانت الجلسة الأخيرة للملتقى قد شهدت مشاركة عضو هيئة الإعجاز العلمي الدكتور محمد بن معاذ الخن ورقة علمية حول « الإعجاز العددي في القرآن الكريم» قدم خلالها تعريف الإعجاز العددي ومسوغاته ووجه الإعجاز فيه ومن أهمها نزول القرآن منجماً على ثلاث وعشرين سنة، وعدم كتابته في مصحف واحد في عهد الرسالة، وكذلك أمّية الرسول عليه الصلاة والسلام وأمّية الأمة عموماً في زمانه وعبّر عن الأمّية بالكتابة والحساب (لا نكتب ولا نحسب) كما في الحديث متحدثا عن المناهج الباطنية في تفسير القرآن الكريم وخطورتها ومن ذلك اعتماد ما يسمّى بحساب الجمّل في التفسير والأحكام والحقائق التاريخية وغيب المستقبل .وشرع الباحث في استعراض بعض التوافقات العددية التي جاءت في القرآن الكريم وأنواع هذه التوافقات (التقابل،التضاد، الترادف) وذكر بعض الحقائق الرقمية التي لا يمكن دفعها بحال أو القول فيها بالصدفة ضمن الحيثيات المذكورة في مسوغات الإعجاز العلمي واقفا على الحروف المقطعة التي وردت في مطالع السور وذكر أقوال العلماء فيها ورجّح مع الاستدلال، ثم بيّن بعضاً من الملامح العددية اللغوية والتجويدية فيها .وخلص الدكتور الخن إلى ذكر نتائج البحث والتي شملت أنه لا يمكن إنكار هذا النوع من الإعجاز بالمطلق بحجة وجود تجاوزات وتكلفات ، فهذا النوع له حقيقة وأمثلة لا يمكن دفعها كما أنه لا يخفى أن الأعداد يقينية والحسابات يقينية ، لكن الرابط ليس يقينياً في أكثر الأحوال (وجه الإعجاز) ولا يمكن البناء على الإعجاز العددي في مسألة (تفسير القرآن) أو استخراج الأحكام (الفقه) وكذلك لا يمكن اعتبار ما يسمى (حساب الجمّل) في أي نوع من أنواع الإخبار أو غيب المستقبل أو أي نوع من وجوه الإعجاز العددي، لأنه لا دليل عليه مطلقاً كما أن هذا النوع من الإعجاز ما زال في بداياته، وهو يحتاج إلى روية وطول بحث وتدقيق، وكذلك يجب عدم المجازفة في أبحاثه وقد يوصلنا هذا النوع من الإعجاز مع ثمراته الأخرى إلى نتيجة مهمة أن ترتيب الآيات في السورة الواحدة توقيفي وكذلك ترتيب السور في المصحف، وكذلك رسم المصحف وهو وإن كان اصطلاحياً اجتهادياً لكن حصل عليه الإجماع زمن عثمان رضي الله عنه. وشمل اليوم الأخير للملتقى أيضا عقد جلستين تضمّنت الأولى بحثا علميا بعنوان « من الذرة إلى المجرة» قدمه وكيل جامعة جازان للتطوير الأكاديمي الدكتور علي الكاملي.