وقبل أن تأخذ الظنون بالأخ المشرف على الصفحة كل مأخذ ويظن أني كتبت مقالًا مكانه صفحة الرياضة، أقول حنانيك يا عزيزي فليس هناك حديث عن خطط هجومية أو دفاعية أو تحليل رياضي، إنما هي مشاعر إنسانية ونفحات شخصية جالت في خاطري وأنا أسعد بمتابعة صعود فريق كرة القدم بنادي الوحدة إلى مصاف دوري زين للمحترفين، هذا الصعود الذي جاء بعد مشوار طويل من المثابرة والمتابعة، والألم والأمل، مشوار مجهد محفوف بكثير من المعاناة، لم يكن أولها القرار الذي قضى بنزول هذا الكيان الكبير إلى الدرجة الأولى، هذا القرار الذي سيبقى لغزًا محيرًا لكل محبي الوحدة بل لكل متابع منصف من النقاد والإعلاميين. أعود لما بدأت به صدر مقالي وأقول الحديث عن عودة فريق كرة القدم بنادي الوحدة لدوري زين للمحترفين ليس حديثًا في الرياضة فقط، إنه أكبر من ذلك بكثير، إننا نتحدث هنا عن الوحدة هذا الكيان الأساس الذي يعتقد كثير من المؤرخين أنه أسس للرياضة في المملكة العربية السعودية، وإن كان بعض الإخوة من المؤرخين الاتحاديين يحلو لهم أن ينسبوا تلك البداية لناديهم، وعمومًا فالوحدة والاتحاد رفيقا درب نشأة الرياضة في وطننا الغالي بلا شك ولا ريب ولا جدال في ذلك. فالوحدة إذًا تاريخ عريق بل وجغرافيا بحجم الوطن أيضًا، إنه رمز رياضي ثقافي اجتماعي لشباب أقدس بقعة على وجه الأرض، إنه رمز لمكةالمكرمة قبلة المسلمين ومهوى الأفئدة، أحبه وعشقه حتى من أخذتهم ظروف الحياة بعيدًا عن أم القرى، فلم يزل لهذا النادي الكبير مكانة عميقة في قلوب المكاويين، فهنيئًا لأهل مكةالمكرمة شيبًا وشيبانًا هذه العودة الميمونة لناديهم المفضل، هذا النادي الذي يعتبرونه نبض قلوبهم التي تخفق بشعاره الأحمر، والتهنئة لإدارة النادي التي تخطت العثرات، ورضيت بالمخاطر، وركبت الصعاب، حتى تعود بالفريق إلى بر الأمان، ولعل هذه الكبوة للعملاق الأصيل الوحدة، تكون حافزًا ليعود الفرق ليس عددًا مكملًا لأندية دوري زين للمحترفين، بل رقمًا مميزًا ومنافسًا على الصدارة وجديرًا بكونه النادي الأوحد في مكةالمكرمة في دوري المحترفين. حقًا تعطش أبناء مكةالمكرمة البررة لرؤية ناديهم العزيز يعود لدوري المحترفين، لكن تعطشهم أكثر لاعتلائه منصات التتويج، ومنافسته على البطولات المحلية والإقليمية، وما ذلك ببعيد على أبناء أم القرى المخلصين إذا التفوا حول ناديهم وأحسنوا التخطيط الجيد ليعود لأمجاده، وفي ذلك إثراء للحركة الرياضية ليس في منطقة مكةالمكرمة وحسب بل وفي المملكة أيضًا، فالمنافسة الشريفة على البساط الأخضر تزداد إثارة وتعظما وتشويقًا إذا زادت قوة الفرق المتنافسة وعلا كعبها وتقاربت مستوياتها، وكل ذلك في صالح الحركة الرياضية السعودية ومتعة المتابع الكريم. فأهلًا بالوحدة وحدة ما يغلبها غلاب، أهلًا بها في دوري الكبار، أهلًا بها وحدة أيام زمان. * رسالة: يا وحدة والله اشتقنا. [email protected]