يدور منذ زمن طويل جدل واسع بين الجمهور الاتحادي وإعلامه ومؤرخيه من جهه، والجمهور الوحداوي وإعلامه الاقل زخماً وتأثيراً واستعداداً من جهة اخرى، حول حقيقة عمادة الاندية السعودية والريادة الكروية في السعودية، وبطبيعة الحال استطاع الإعلام الاتحادي بعدته وعتاده تكريس معلومة تاريخية خاطئة انطبعت في أذهان الجماهير السعودية، مفادها بأن اتحاد جدة هو اول نادٍ في المملكة يمارس كرة القدم، وهي معلومة غير صحيحة كرسها الاعلام الاصفر بكتابه ومؤرخيه على طريقه: «اكذب ثم اكذب ثم اكذب حتى يصدقك الناس». والحقيقه للذين يتجاهلونها او لا يعلمونها هي ان نادي الوحدة السعودي هو اول نادٍ مارس كرة القدم في المملكة بشكل منظم، وقد قام بتشكيله ابناء الحجاج الاندونيسيين الذين كانوا يمكثون في مكةالمكرمة لفترات طويلة، وهو ما دفعهم إلى ممارسة كرة القدم للترفيه ومن ثم قاموا بتكوين نواة الفريق المكي الحالي الذي سمي في ما بعد بنادي الوحدة وقد اختار له ابناء الجالية الاندونيسية ألوان علم بلادهم في ذلك الوقت الاحمر والابيض. وقد قيل الكثير حول تاريخ التأسيس الفعلي للنادي المكي والثابت انه تأسس عام 1334ه اي ما يقارب المئة عام الا عامين، وقد أطلق عليه في البداية اسم نادي «المختلط»، لأنه تكون من جاليات عدة ومن حارات مكية ثم تغير المسمى الى «الحزب» وفي عام 1366ه تغير اسمه الى نادي الوحدة وبقي هذا المسمى الى اليوم. الاتحاديون استطاعوا بمساعدة رجالاتهم إثبات ان ناديهم تأسس عام 1345ه، ولم يستطع للاسف الوحداويون اثبات ان ناديهم تأسس قبل هذا التاريخ بأكثر من عقد وتم تثبيت تاريخ تغيير المسمى الى نادي الوحدة وليس تاريخ التأسيس الحقيقي الذي يسبق نادي اتحاد جدة. لذلك يعتبر الكثير من المؤرخين الرياضيين المنصفين ان نادي الوحدة هو عميد الاندية السعودية وليس نادي الاتحاد. وقد تمكن نادي الوحدة من الحصول على أول كأس تنضم في تاريخ المملكة عام 1377ه بعد ان تغلب على غريمه نادي الاتحاد بنتيجة كبيرة قوامها اربعة أهداف نظيفة، واستمر النادي المكي في تألقه وقدم أجيالاً من اللاعبين المميزين في تاريخ المملكه امثال حسن دوش وسليمان بصيري وعلي داود وسعيد لبان ولطفي لبان وعبدالكريم المسفر وأحمد النيفاوي وإسماعيل فلمبان وغيرهم من الاسماء التي تألقت في زمنها وحصدت كؤوساً عدة كان آخرها عام 1386 ه، بعد ان استطاع فريق الوحدة ان يتغلب على الاتفاق بهدفين نظيفين ليتسلم الكأس من الملك الشهيد فيصل بن عبدالعزيز وكان هذا آخر عهد للنادي المكي مع الذهب. ثم مرت على نادي الوحدة ظروف قاهرة أبعدته سنوات عجاف عن البطولات ومنصات التتويج وعن الإعلام الذي غيبه عن التغطيات الصحافية والجمهور وهبط نادي الوحدة في السنوات التي تدهورت فيها أحواله الى الدرجة الاولى ثلاث مرات عاد بعدها سريعاً لدوري الاضواء، ولكنه ظل لما يقارب اربعة عقود يتأرجح في منطقة الاضواء الخافتة بالدوري المحلي. وعلى رغم ابتعاد نادي الوحدة عن البطولات على مدى 46 عاماً لا يزال ابناء مكة يتغنون حباً بناديهم فلا صوت يعلو عندهم على صوت نادي الوحدة، بل ويتنافس ابناء الاسر المكية على رئاسة النادي في ظاهرة صحية تدل عن مقدار حبهم واعتزازهم بناديهم وقد شهدنا قبل اشهر تنافساً محموماً على رئاسة النادي اثمرت عودة جمال تونسي الى رئاسة النادي للمرة الثالثه بتصويت الجمهور الوحداوي العاشق واعضاء الشرف الذين تقدمهم أجواد الفاسي. واستطاع التونسي هو واعضاء ادارته إكمال المشوار الذي بدأه الرئيس المكلف عبدالمعطي كعكي ومن سبقه في بناء فريق قوي بقيادة اسماء شابة واعدة تمكنت للمرة الأولى منذ 38 عاماً من الوصول لنهائي كأس ولي العهد. بدون تشفير الوحدة يحتاج إلى الوحدة ليستعيد المجد. [email protected]