هي اللغة الخالدة ولسان أهل الجنة ، قد اختارها الله – عز وجل – واصطفاها ، لتكون لغة آخر الكتب السماوية وقد وعدنا الله بحفظ القران الكريم . وفي حفظ القرآن الكريم حفظ للغة العربية في الوقت نفسه ، وقد كانت و لازالت لغة العلم والمعرفة والتواصل في كثير من أقطار الأرض و كتبت بها العديد من المؤلفات والعلوم والمعارف ، وترجمت للغات أخرى. ومع مرور الزمن بدأ بعض أبنائها بإهمال تعليمها ، والعزوف عن الحديث بها في المحافل المحلية والعالمية ، أو إهمال تدريسها بشكل علمي يدعو للاحتفاء بها ، والمحافظة عليها كلغة عصرية قادرة على مواكبة مستجدات الحياة الحديثة ، ولعل ذلك يعود إلى عدة أسباب منها : 1-وصفها باللغة الجامدة ، وغير القابلة للنمو والتجديد ، وهذه تهمة باطلة لا أساس لها من الصحة ، فهي قادرة على استيعاب وترجمة أي معنى مهما كان حديثاً أو عصرياً ، بل توجد لغات اقليمية أو محدودة ولازالت تدرس أبناءها بكل كفاءة واقتدار ، واللغة العربية أكثر انتشاراً وعراقة وأصالة ، ومن باب أولى أن تكون لها الصدارة والقيادة . 2- ظهور العديد من البرامج والألعاب بلغات غير العربية ، أو مع وجود الشحيح المترجم منها ، وارتباط أبناء المسلمين باللعب والترفيه ، جعلهم يقبلون على اكتساب لغات الألعاب من أجل الوصول على مبتغاهم من اللعب والترفيه ، وأصبح ذلك جزءاً من تكوينهم الثقافي ...، وغير ذلك من الأسباب الأخرى . وأود أن أنوِه بأن اللغة العربية لغة دين وسيادة ، وستظلُ لغة تواصل وعطاء ، مهما حصل من مؤثرات وأسباب تدعو إلى التقليل منها ، فلا تكاد تستمتع بنشرات الأخبار ، إن لم تكن باللغة العربية الفصحى ، ولن تجد المتعة و الفائدة المرجوة عند قراءة صحيفة أو قصة أو رواية إن لم تكن باللغة العربية الفصحى ، ولن تستمتع بترجمة قصة أو رواية عالمية مثيرة ، إن لم تكن باللغة العربية الفصحى !! فهي الوعاء الآمن الذي يحفظ تراثنا وثقافتنا العريقة ، وأكثر من ذلك كله لغة تواصلنا مع خالقنا عز وجل ... د. عايش عطية البشري -جامعة أم القرى