رغم وفرة الاسمنت بكميات كبيرة في موقعين مختلفين تفصل بينهما مسافة صغيرة في مدينة جدة وثبات أسعار البيع عند 14 ريالا للكيس إلا أن الوفرة لم تمنع تلاعب بعض سائقي الشاحنات الذين انتهزوا غياب مندوبي وزارة التجارة عن احد الموقعين وبادروا بالتلاعب في السعر ليصل السعر الى 17 ريالا للكيس. وابدى عدد من المواطنين اندهاشهم من تناقض الوضع في موقعين في الكيلو 7 لا تفصل بينهما سوى ورشة سيارات، مشيرين الى أن الموقع الذي شهد تواجد مندوبي التجارة كان منظما في عملية البيع والاسعار ثابتة عند 14 ريالا فيما اتسم الوقع الآخر بالفوضى التى قادها سائقو الشاحنات الذين أعطوا إشارة البدء بان يكون سعر الكيس 17 ريالا. وأوضح أبو سعود المالكي ان التنظيم والهدوء ساد عملية البيع مع وصول 6 شاحنات محملة بالاسمنت الى احدى ساحات في الكيلو 7 حيث تمت عملية البيع تحت إشراف مندوبي وزارة التجارة بيسر وسهولة متمنيا وجود الرقابة والمتابعة بشكل دائم في جميع أماكن بيع الاسمنت لتلافي التلاعب والاحتكار الحاصل من العمالة الوافدة، موضحا أن تواجدهم أنجز عملية البيع في وقت لم يستغرق سوى دقائق معدودة. وأكد العامل أبو كمال انه شاهد وصول 6 شاحنات في ساعات الصباح الأولى محملة بأكياس الاسمنت وبإشراف مباشر من مندوبي وزارة التجارة حيث كانت عملية التنظيم والبيع سريعة ولم يستغرق وقتا طويلا، مشيرا الى ان المواطن بمجرد اظهار بطاقته واستلام الإيصال يتسلم الاسمنت بسرعة وفق السعر المحدد ب14 ريالا. وعلى النقيض من ذلك ينقل أبو سليمان صورة أخرى تجري في موقع اخر لبيع الاسمنت حيث سادت الفوضى هذا الموقع وتفاجأ المتواجدون بسعر الاسمنت يصل إلى 17 ريالا على الرغم من استقرار الأسعار خلال الأيام الماضية عند 14 ريالا مشيرا إلى أن الموقع بدا خاليا من مندوبي وزارة التجارة. وأوضح أن الموقع ربما مختف عن أنظار الرقابة رغم المسافة البسيطة التي تبعده عن الساحة الأخرى المعترف بها، مشيرا إلى أن التلاعب في السعر كان وراءه سائقو الشاحنات وبعض العمالة الوافدة، مطالبا بتشديد الرقابة في مثل هذه الأماكن التي تقع بعيد عن أعين الرقابة فالوفرة لم تمنع هؤلاء المخالفين من زيادة الأسعار. من جانبه أوضح سائق الشاحنة أنه رأى العديد من الشاحنات في الطريق ولكن لا يدري أين ذهبت وان السعر الذي حدده ب17 ريالا للكيس تعويضا عن تعبه وعدم نومه طوال اليومين الماضيين، مشيرا الى انه لم يأخذ قسطا من الراحة خلال اليومين الماضيين والسبب حسب قوله لقمة العيش. وأكد احد العمالة تواجد داخل الموقع انه لم نشاهد فيه اي احد من مندوبي وزارة التجارة طوال الصباح وخلال الأيام الماضية، مشيرا إلى أن أسعار بيع الاسمنت يحددها السائق بنفسه بناء على تعبه والبحث عن لقمة العيش، لافتا الى ان الموقع دائما ما يغيب عنه وزارة التجارة بالرغم من توفر اكياس الاسمنت بكميات كبيرة وهو ما دفع سائقي الشاحنات إلى التلاعب فى الأسعار وأيضا بعض العمالة الوافدة الذين يتعللون دائما بالتعب ولقمة العيش.