استغل سماسرة الأسمنت في السوق السوداء بمحافظة الطائف، غياب مندوبي التجاره والأمانة، لتحويل مسار عمليات البيع من شاحنات إلى دينات كبيرة، تجوب الأحياء وتقاطعات الطرق الحيوية في المحافظة؛ لتبيع كيس الأسمنت ب 25 ريالا للكيس، في حين أن وزارة التجارة حددت بيع الكيس ب 15 ريالا. وأرجع عدد من المستهلكين ارتفاع أسعار الأسمنت في محافظة الطائف، إلى غياب رقابة مندوبي وزارة التجارة وأمانة المحافظة، والذي سمح لضعاف الأنفس من التجار والموزعين بتجاوز أسعار الأسمنت المقرر وبشكل بالغ. وقال محمد مرزوق العتيبي إنه تفاجأ بعرض الأسمنت على دينات كبيرة تحمل نحو 50 إلى 60 كيس أسمنت، وتبيع الكيس ب 25 ريالا. فيما أشار فهد العضياني إلى أن سائقي الدينات الكبيرة يقومون بشراء كميات كبيرة من سائقي الشاحنات، ليحتكروا كميات وسعر الأسمنت خارج نطاق السوق. ومن جهته، قال المقاول حسين القحطاني، إنه وقع بين مطرقة أزمة الأسمنت والعقد الذي وقعه مع صاحب مشروع البناية، ولم يكن أمامه سوى الشراء بأي سعر لتدارك مهلة إنجاز المشروع، مؤكدا أن غياب مندوبي الأمانة والتجارة ساهم بشكل كبير في رفع أسعار الأسمنت. بينما أكد مصدر بفرع وزارة التجارة في محافظة الطائف، تعامل الوزارة الفوري مع سيل البلاغات والشكاوى اليومية بشأن شح كميات الأسمنت وارتفاع سعره في المحافظة. من جهتها، بدأت محافظة الدرب تنفيذ خطة جديدة لمنع التلاعب ببيع الأسمنت من قبل الموزعين، حيث خاطبت وبشكل عاجل مركز أمن الطرق، بإيقاف شاحنات الأسمنت التي تعود لموزعي الدرب، وتسليمها لدوريات المحافظة؛ بهدف الوقوف على بيعها دون التلاعب بأسعار الأسمنت والإضرار بالمواطنين، ولاسيما أنها قد خصصت أرضا فضاء بجوار مبنى المحافظة لتكون موقعاً رسمياً لبيع جميع الشاحنات بإشراف لجنة مشكلة من جهات مختلفة. وأكد وكيل محافظة الدرب أحمد أبو قرن، أن المحافظة قامت بمخاطبة إدارة أمن الطرق في مركز تفتيش الحمراء، لتسليم جميع شاحنات الأسمنت الموجهة للمحافظة، لبيع شحناتها بالسعر الموحد، بحضور لجنة مكونة من الشرطة والبلدية والمحافظة. وأكد أبو قرن أن عمل اللجنة يهدف إلى منع التلاعب ببيع كميات الأسمنت من قبل الوافدين بأسعار مبالغ فيها. وقد لقي قرار محافظة الدرب ارتياحاً لدى المواطنين، الذين يصطفون يومياً للحصول على كميات الأسمنت، ويعانون من العشوائية والمحسوبية في عملية التوزيع.