سادت حالة من التوتر والضجر سوق الأسمنت في مخطط بن لادن بجدة، حيث اصطف العشرات من المواطنين في سبيل الحصول على 30 كيس أسمنت، حددتها وزارة التجارة لكل مستهلك. وقد رصدت «عكاظ» مساء طوابير الانتظار، وقلة من الشاحنات المحملة بالأسمنت، بجانبها العشرات من الشاحنات الصغيرة التي تنتظر الحصول على الكمية المصرح بها. وأرجع أحمد المصموم سبب الانتظار الطويل للحصول على الأسمنت، رغم أن وزارة التجارة حددت الكمية المصرح بشرائها، إلى السماسرة الذين زجوا بشاحناتهم الصغيرة في طوابير المستهلكين، وإدراجهم أسماء مواطنين، للحصول على أكبر كمية من الأسمنت. ويضيف: ستجد أن السماسرة استولوا على ما يقارب من حمولات سبع دينات أسمنت، ليقوموا ببيعها مجددا بأضعاف السعر الحالي، والمقرر من وزارة التجارة ب 16 ريالا للكيس. وأوضح أحمد الزهراني أنه كان ينتظر منذ الصباح للحصول على 30 كيس أسمنت بسعر ال16 ريال، وهو ما يندر حصوله في السوق السوداء التي يسيطر عليها السماسرة. فيما أكد أبو أحمد أن حالة الفوضى التي تسري في سوق أسمنت بن لادن، تعود لغياب الدوريات الأمنية، خاصة في ظل التواجد الكثيف للسماسرة، الذين رفعوا سعر كيس الأسمنت من 16 إلى 25 ريالا للكيس. أما في منطقة تبوك، فقد استعان فرع وزارة التجارة في المنطقة بدوريات الأمن لمراقبة شاحنات نقل الأسمنت، بهدف منعها من البيع خارج النقاط المحددة، والحد من التلاعب بالأسعار. وقد تجولت «عكاظ» في نقاط بيع الأسمنت بتبوك، حيث لوحظ ثبات الأسعار، حيث بيع أسمنت تبوك ب14 ريالا للكيس، وكيس أسمنت الشمالية ب17 ريالا. كما لوحظ أيضا التواجد الأمني للدوريات الأمنية في السوق، لمراقبة سير الناقلات، ونوع الأسمنت الذي تنقله، وعملية البيع للمستهلك. وقد أعرب عدد من المواطنين عن ابتهاجهم لضبط أسعار الأسمنت وثباتها، وللتواجد الأمني في نقطة البيع، برغم أنهم فوجئوا بشح كميات الأسمنت المخصصة للبيع. وقال المواطن تركي الزهراني، إن أسعار الأسمنت غير ثابتة في أكثر من منطقة، ولذا آمل أن يتم توحيد الأسعار لتكون في متناول المستهلك. فيما تمنى مشاري الحويطي أن تبقى أسعار الأسمنت ثابتة كما كان بالأمس، وأن لا يكون هنالك تلاعب من قبل الموردين، وأن يظل تواجد الدوريات الأمنية في السوق للحد من تزايد أسعار الأسمنت. من جهته أكد ل«عكاظ» مدير فرع وزارة التجارة في تبوك محمد الصايغ، أن التواجد الأمني في نقطة بيع الأسمنت بمنطقة تبوك يأتي للحد من التلاعب بالأسعار، وجاء بعد مخاطبة إمارة المنطقة، التي بدورها قامة بتكليف أمن الطرق والدوريات الأمنية للرقابة على ناقلات الأسمنت من لحظة دخولها إلى منطقة تبوك وحتى وقوفها في نقطة البيع وأثناء البيع، ضمانا لثبات الأسعار. وفي المدينةالمنورة، لا تزال طوابير المواطنين، السمة الأبرز لسوق الأسمنت الكائن في مخطط باقدو، بعد أن حددت وزارة التجارة لكل مستهلك 50 كيس أسمنت، يتم شراؤها من السوق كل أربعة أيام. وأكد المواطن طلال عينوسه أنه انتظر من الفجر وحتى الظهر للحصول على 50 كيسا من الأسمنت، اشتراها بموجب رخصة البناء التي يحملها. مضيفا بأن مندوب وزارة التجارة كتب في خلف الرخصة تاريخ الاستلام، لكي يتمكن بعد أربعة أيام الحصول على 50 كيسا أخرى من الأسمنت. أما في ينبع، فوصف عدد من المواطنين، تكدس مئات الشاحنات أمام مصنع أسمنت ينبع بالفوضى، في ظل غياب مسؤولي المصنع عن تنظيم عمليات شحن الأسمنت، مما أدى إلى حدوث مشادات ومشاجرات متكررة بين سائقي الشاحنات. فيما رصدت «عكاظ» عملية احتيال يقوم بها السائقون الوافدون، حيث يعمدون إلى تسجيل لوحات شاحناتهم أكثر من مرة، ليتسنى لهم العودة للتحميل مجددا، دون انتظار إجراءات التسجيل.