أثارت محطتا معالجة مياه الصرف الصحى بوادي عرنة شرق مكةالمكرمة، وحداء في طريق مكة - جدة القديم خلال الأشهرالماضية الكثير من التساؤلات نتيجة تحذيرات اطلقها بعض المختصين والخبراء اكدوا فيها فشل محطة وادي عرنة في المعالجة الثلاثية وخطورة مشروع محطة حداء على البيئة نتيجة المجرى المكشوف الذي تقذف فيه المياه التي تنتجها المحطة لتصب في البحر الأحمر من جهة الخمرة اضافة الى ما يشكله من هدر مالي بحسب قولهم. هذه التساؤلات جعلت (المدينة) تتابع خيوط القضية من أجل الوصول إلى الحقيقة، ولهذا قضينا يوم عمل كاملا للوقوف على محطتي حداء ووادي عرنة برفقة المهندس عبدالله حسنين مدير وحدة أعمال مكة والطائف بشركة المياه الوطنية والمهندس محمد صديق الفتني مدير قطاع المياه والخدمات البيئية بمدينة مكةالمكرمة والمهندس ماجد عثمان الزهراني مدير محطة حداء وعدد من المختصين في شركة المياه الوطنية وإدارة المشروع والشركة المشغلة. وفي الوقت ذاته أكد المسؤولون أن محطة وادي عرنه ناجحة في المعالجة الثلاثية بنسبة 100% بل وتتميز بمواصفات عالمية نادرة، كما حققت أعلى حد من مواصفات المعالجة الثلاثية ويعمل بها أكثر من 131 موظفًا وتزيد تكلفتها على 373 مليون ريال. وفي بداية الزيارة قال المهندس عبدالله حسنين مدير وحدة الأعمال بمكةالمكرمة والطائف بشركة المياه الوطنية، إن مشروعي محطتي عرنة وحداء يبلغ تكلفتها أكثر من (373) مليون ريال، ويعدان مصدرًا إضافيًا جديدًا للمياه في منطقة مكةالمكرمة. وأضاف أن محطة عرنة تبلغ طاقتها التصميمية (250) ألف م3 يوميًا، كما تعمل بالتقنية الثلاثية البيولوجية، مبينًا أن متوسط إنتاجها الحالي يتراوح بين (180 و 200) ألف م3 يوميًا. وأشار الى بدء تنفيذها في عام 1423ه، وبدء التشغيل التجريبي لها في عام 1429ه، مفيدًا أن من أهم أهدافها استيعاب الزيادة الكبيرة من مياه الصرف الصحي بمدينة مكةالمكرمة وحماية البيئة من التلوث وحماية المصادر المائية وضمان التخلص من المياه المعالجة بطريقة آمنة وعملية مع إمكانية الاستفادة مستقبلًا من مياه الصرف الصحي المعالجة في بعض الأغراض مثل الزراعة والصناعة. واوضح أن عملية المعالجة تتم باستخدام طريقة الحمأة الراجعة المنشطة والتي تعد أوسع الطرق انتشارًا في العالم وتحقق نتائج ممتازة في إزالة المواد العضوية من مياه الصرف الصحي مع إمكانية إدخال العديد من التعديلات عليها لزيادة الكفاءة، وأكد أن محطة المعالجة البيئية بحداء تبلغ تكلفتها نحو (109) ملايين ريال، وتم البدء في انشائها في عام 1424ه، كما تم تشغيلها التجريبي قبل عامين، مشيرا إلى أن المحطة تعمل بتقنية ثلاثية بيولوجية تبلغ طاقتها التصميمية (125) ألف م3 يوميًا، فيما تستقبل هذه المحطة يوميًا من (70 إلى 80) ألف م3 يوميًا من مياه الصرف الصحي. وكشف حسنين ل «المدينة» أن نتائج محطتي عرنة وحداء مطابقة لمواصفات اللائحة التنفيذية لنظام مياه الصرف الصحي المعالجة وإعادة استخدامها. واطلع وفد صحيفة المدينة في نهاية الجولة على نوعية المياه بعد معالجتها والتأكد من سلامة العينة التي تم استخراجها من مخارج المحطتين حيث كانت المياه خالية من أي تلوث او شوائب. وبيّن حسنين أن جميع مياه الصرف الصحي كانت تحال إلى محطة العكيشية التي أنشئت فى التسعينيات رغم عدم استيعابها الكميات الواردة من مدينة مكة، وقامت وزارة المياه بتكليف أحد الاستشاريين المتخصصين لدراسة مخطط عام لمدينة مكةالمكرمة حتى عام 1470ه، والطاقة التشغيلية لمحطة وادى عرنة تبلغ 250000م3 تصل في أيام الذروة إلى 375000م3، بمعنى انها تعالج أقل من الكمية المصممة عليها وبالتالى نتائجها ممتازة وهذا محل غرابة عندنا من الذين يشككون في المياه المعالجة، وتبلغ طاقة محطة حداء حاليا 80 الف م3 وفي اوقات الذروة 100 الف م3، والمياه في محطتى حداء وعرنة معالجة ثلاثيًا ولا غبارعلى هذا الكلام بموجب التحاليل التي تشاهدونها بالعين المجردة إلى جانب وجود مختبرات تأخذ عينات وتتولى تحليلها. المياه المكشوفه والتلوث وواجهنا الحسنين بمخاوف الناس من المياه المكشوفة التي تجري من محطتى عرنة وحداء الى البحر الاحمر وخطر ذلك على البيئة والاهالي فقال: هذه فترة مؤقته وقد بدأت شركة المياه الوطنية في عقد عدة اتفاقيات مع جهات مختلفة لاستخدام المياه ومنها أمانة العاصمة المقدسة، كما ان مشروع تشجيرعرفات يحصل يوميًا على40 ألف م3 من هذه المياه المعالجة الثلاثية بينما كان المشروع في السابق يسقى بمياه معالجة ثنائيًا، ويحصل مشروع الحرم على كمية تصل ل 30ألف م3 من محطة حداء وجاري الآن بناء خط من حداء إلى مشروع توسعة المسجد الحرام من أجل عملية التبريد، وحول احتمالية تفريغ أصحاب وايتات الصرف الصحي حمولاتهم في مجرى وادي عرنة قال حسنين نحن نستبعد ذلك، لأن الناقلة التي تسير من مكة إلى وادي عرنة من أجل تفريغ حمولتها من الأفضل الإفراغ في المحطة الواقعة في الكعكية مجانًا بدون رسوم. انقطاع الكهرباء ومقاول الباطن وحول ما تردد عن انقطاع الكهرباء المتكرر في المحطة مما يؤدي لتوقف المعالجة الثلاثية قال حسنين: لا شيء يوقف المحطة، لأنها لو توقفت فإعادة تشغيلها يحتاج لشهرين واتفاقيتنا مع شركة الكهرباء تقضي بتأمين محطة توليد كاملة، وقد بدأ العمل لايصال التيار الكهربائي للمشروع، والاستغناء عن المولدات ولا يوجد أي مشاكل في موضوع المحطة. وفي مداخلة للمهندس ماجد الزهراني قال لا يوجد أي مشكلة في تشغيل مولدات الكهرباء في المحطة ونحصل على الكمية التي نريدها، وعلق المهندس محمد الفتني بأن قضية وجود مقاول من الباطن لا علاقة لنا بها، لاننا تعاقدنا مع شركة الكهرباء وهي المسؤولة امامنا. مشكلة حداء وعن شكوى اهالي حداء من مياه الصرف التي تحولت الى مستنقعات مكشوفة مما يلحق الضرر بهم، قال أي مدينة ساحلية تعالج مياهها وتلقي في البحر بمواصفات معينة بالتنسيق مع الجهات المختصة في الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة، والمدن الداخلية تلقي بمياهها في مجاري الأودية أو المسطحات المفتوحة بعد اخذ الاذن من الجهة المختصة وهي امانة العاصمة، ومحطة حداء تقع على (وادي مر) الذي يفترض أن يكون خاليا من أي شيء لكن حصلت عليه اعتداءات، وقد ألقينا بالمياه المعالجة ثلاثيًا في بطن الوادي ولكن عند نزول المياه اليه وهو غير مستو بدأت تنشأ مستنقعات وأحضرنا مقاولا وجففنا المياه وعملنا حوله العقوم لكن البعض يزيل العقوم لمصالحه الخاصة ونحن نعاني من التعديات الموجودة على المجرى. وحاليًا يجري دراسة إنشاء عبارة صندوقية تحت الأرض تمتد لمسافة 17 كيلو مترا إلى ما بعد المنطقة السكنية (تقاطع طريق جدة/السريع) وستبدأ من نهاية المجرى الحالي ومن المتوقع ان يطرح المشروع خلال ثلاثة شهور. أخذنا إذن الأمانة وبادرناه باستفسار حول حصول شركة المياه على تصريح من أمانة العاصمة المقدسة لإلقاء المياه المعالجة ثلاثيًا في وادي مر او عرنة قال حسنين: حصلنا على موافقة ولدينا مخاطبات بهذا الخصوص والمياه المعالجة حسب النظام تلقي في الأودية، وبعد تزايد الشكاوى شكلت امارة منطقة مكةالمكرمة لجنة لبحث ودراسة الوضع القائم، وقد اوصت بعمل طريق لمرور السيارات كما أوصت أمانة العاصمة المقدسة بتكثيف الرش وتكليف لجنة الآبار تحت إشراف شركة المياه الوطنية بعدم السماح بأي وايتات بتعبئة مياه من هذا الموقع إلا إذا كانت غير صالحة للشرب. وحول قضية الخلافات القائمة بين شركة المياه الوطنية وبين مقاول المشروع قال المهندس حسنين: شركة المياه الوطنية هي المسؤولة عن المحطتين من خلال مقاولين من الباطن للتشغيل والصيانة. ولفت الى وجود متخصصين دوليين يتابعون عقد الإدارة والتشغيل لوحدة أعمال مكة والطائف ونحن نتابع النتائج والعينات والخطوات التي تتم على المعالجة. وعما تردد بشأن وجود خلاف مع المقاول وعدم استلام المحطة قال حسنين: تم الاستلام الابتدائي اما النهائي فسيكون بعد فترة الملاحظات الموجودة على المقاول وتظل صيانة الضمان تحت مسؤولية المقاول لمدة عشر سنوات. وحول أبرز الملاحظات على المشروعين قال: إنها ثانوية لا تعيق المشروع ولاتؤثر على نتيجة المنتج ومنها على سبيل المثال طريق غير مكتمل وعدم اكتمال إضاءة ولوحات وضمان لبعض الأجهزة ولا صحة لوجود خلافات. وعن أبرز مشاريع الصرف الصحي في المنطقة قال حسنين: العام القادم 1434هو عام قطف الثمار للمشاريع التي تأخرت نتيجة وجود مشاكل وسحب بعض العقود من المقاولين في منطقة الشرائع وإسنادها إلى مقاولين جدد.