قلل عبدالله حسنين مدير وحدة أعمال شركة المياه الوطنية لمدينتى مكةالمكرمة والطائف من شأن ما يتردد عن وجود أخطاء جسيمة في تنفيذ محطة معالجة مياه الصرف الصحي بوادي عرنة 40 كم جنوب شرق مكةالمكرمة ، والتى انشئت كبديل عن محطة حي العكاشية بتكلفة 250 مليون ريال ، وبطاقة استيعابية قدرها 250 الف م3 يوميا. وقال ان الشركة الوطنية استلمت المحطة بشكل ابتدائي فقط لوجود بعض البنود التي لم يستكملها المقاول، لكن هذه الاخطاء في الشكل الخارجي وبعض الجوانب البسيطة. واكد على صفاء المياه المعالجة، ووصفها بالممتازة وفقا للفحوصات المخبرية وامكانية استخدامها في المجالات الزراعية والصناعية والتبريد. وأقر حسنين بتسرب المياه في الوادي بصورة مؤقتة مؤكدا انه سيتم الاستفادة منها مستقبلا وان إدارته تدرس بعض العروض بهذا الشأن حاليا. وكان خبراء مختصون زعموا فشل المشروع في المعالجة الثلاثية، وهو ماحدا بشركة المياه - حسب قولهم الى ان تقذف بالمياه التي تنتجها المحطة في مجرى وادي عرنة لتصب في البحر الاحمر من جهة الخمرة، وهو ما يعد هدرا ماليا بحسب وصفهم. ولم تتوقف الانتقادات على محطة وادى عرنة وانما امتدت الى محطة حدا التى تبلغ طاقتها الاستيعابية حوالى 120 الف م3 وبتكلفة اجمالية قدرها 120 مليون ريال. وقال الخبير البيئي الدكتور فهد تركستاني: المحطة بوضعها الحالي تشكل خطر بيئيا في ظل تسرب المياه من المحطة وبروز مستنقعات وحشائش وطحالب. واعتبر التخلص من المياه في الوادى هدرا ماليا خاصة ان تكلفة انشائها بلغت 250 مليون ريال. ولفت الى ان الحيوانات التي ترعى في المناطق القريبة من هذه المحطة تشرب مياها ملوثة مشيرا الى ان الوضع الراهن يشجع اصحاب وايتات الصرف الصحي على تفريغ حمولتهم في الوادي بدلا من المحطة للهروب من دفع الرسوم. وقال تركستاني انه سأل احد العاملين في شركة المياه: لماذا لا يتم الاستفادة من هذه المياه في المصانع والزراعة وري الحدائق فكان الرد ان شركة المياه تريد رسوما والمصانع لا تدفع. واستغرب مثل هذا المنطق وقال اذا لم تدفع المصانع رسوما هل نرمي هذه المياه في الأودية والبحر، مما يؤدى الى زيادة التلوث. وطالب بحل فوري لمحطة الصرف بوادي عرنة لما تسببه مياهها من اخطار بيئية. مياه عفنة من جهته قال الدكتور علي عشقي استاذ علم البيئة في كلية علوم البحار بجامعة الملك عبدالعزيز ان المحطة لم تعالج مغرافا واحدا من مياه الصرف الصحي، والمنتج عبارة عن مياه سوداء عفنه تسيل في وادي عرنة الى البحر الاحمر. ووصف المشروع بالفاشل -على حد قوله- مشيرا إلى ان شركة المياه رفضت استلامه في البداية لكنها عادت واستلمته واعطت المقاول باقي مستحقاته وهو مايثير العديد من التساؤلات. وتتابع الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة مشكلة تجمعات المياه بوادي عرنة، كما وقفت على المشاكل الناجمة عن تصريف مياه المحطة بالوادي، والتي نتج عنها تكوين بحيرات كبيرة ساهمت في انتشار رقعة خضراء بالإضافة إلى الخوف مستقبلا من قيام المزارع باستخدام هذه المياه في ري المزروعات. وطالبت الجهات ذات الاختصاص بالاستفادة من هذه المياه ومعالجتها بدرجة عالية الجودة تنفيذاً للأمر السامي الكريم الذي ينص على ضرورة معالجة مياه الصرف الصحي بشكل مناسب والاستفادة منها بدلا من إهدارها. وتنتظر الرئاسة الانتهاء من دراسة التأهيل البيئي والتخلص من هذه المياه بالطريقة المناسبة وفقا للأنظمة والاشتراطات البيئية.