عبارات أو تصريحات تحتفظ بها الذاكرة العربية قُبَيل أي اجتماعٍ عربي أو خليجي دَورِي فدائماً تلك الاجتماعات تُعْقَد في ( ظروف حَرِجة، ولحظات تاريخية، والأمة حينها تعيش في نَفَقٍ مُظْلِم، ولابد أن تقودنا تلك الاجتماعات للخروج من عُنْق الزّجَاجَة ). ولكن الحقيقة أن القمة التّشَاورِيّة التي يعقدها قادة دول مجلس التعاون الخليجي يوم غَدٍ الاثنين في الرياض تَتَصِفُ بتلك الأوصاف حقيقة؛ فالظروف المحيطة بالمنطقة ودولها بالفِعْل حَرِجَة وتاريخية؛ فالتّحَديات المحيطة بدول المجلس وشعوبها كبيرة جداً؛ ومنها : الأطماع الإيرانية في السيطرة على المنطقة بالصِّدام والاستفزاز المباشر كما تُمارس مع الجزر الإماراتية المحتلة، أو بدعمها وقيادتها لِحربٍ طائفية في سوريا ! أو محاولة السيطرة على المشهد السياسي في العراق؛ فالسلطات الإيرانية قد دَعَت رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي إلى الوحدة مع إيران خلال زيارته الأخيرة إلى طهران الشهر الماضي . والأخطر في المخططات الإيرانية التدخل في الشأن الداخلي لدول المجلس وزرع الفتنة الطائفية فيها ! أيضاً من التحديات التي تواجه دول مجلس التعاون الخليجي الأوضاع غير المستقرة في اليمن، وصعود أسهم القاعدة هناك! كذلك من تحديات المرحلة التعامل مع دول الجوار العربي سياسياً واقتصادياً وفق التغييرات التي حَكَمَ بها الربيع العربي! إذن التحديات التي تواجه مجلس التعاون الخليجي ودوله متعددة وخطيرة ؛ ولذلك لابد للقادة أن يستثمروا في هذا الاجتماع دعوة « خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز السابقة للانتقال بدول المجلس من التعاون إلى مرحلة الاتحاد في كيان واحد « ذلك الطموح وتلك الدعوة الصادقة التي أطلقتها وتبنتها المملكة ، والتي أكدها الأمير سعود الفيصل قبل أسبوعين خلال منتدى الشباب الخليجي بأن التنسيق والتعاون بين الدول الخليجية قد لا يكون كافياً، داعياً إلى التوصل إلى «صيغة اتحادية مقبولة» التتمة ص(21) فشعوب دول مجلس التعاون الخليجي تنتظر من هذا الاجتماع التّشَاوري أن يحمل خطوات عملية نحو الاتحاد تبدأ بإصلاح البيت الخليجي من الداخل، وتحديث أنظمته وإصلاح نسيجها بما يخدم أبناءه ووحدته؛ الشعوب تبحث عن المواطنة الخليجية التي فيها المساواة في المعاملة في التنقل، والإقامة والعمل، والإفادة من الخدمات التعليمية والصحية والاجتماعية، ومزاولة جميع الأنشطة الاقتصادية، وفتح مجال أوسع للاستثمار بجميع مجالاته، وكذا توحيد المواقف تجاه القضايا الدولية الشائكة . وأخيراً مُؤَشّر التفاؤل مرتفع بأن تكون نتائج هذه القمة التّشَاورية هي الخطوة الأولى للاتحاد الحقيقي لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربي ، للخروج بالِفِعْل مِن عُنْق الزّجَاجَة . [email protected]