سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
افصلوا الثقافة عن الإعلام (1/2)
إذا أريدَ فصلُهُما ، فإنّ الضرورة تستدعي- في المقابل- إنشاء وِزَارة مُسْتَقلة للثقافة، تضطلع بمسؤوليات التنمية الثقافية
يوم الجمعة (2 ربيع الآخر 1432ه) نشرت هذه الصحيفة توصيات اللقاء الوطني التاسع للحوار الفكري، ومنها « فَصْل الثقافة عن الإعلام» ووجدتْ التوصيةُ تأييداً من كثير من المثقفين، فقد عَدّتْ خُطّة التنمية التاسعة (الحالية) «التنمية الثقافية ركيزةً أساسيةً لعملية التنمية بمفهومها الشامل، ومِن خلالها تتم تنمية القُدْرات العلمية، والمعارف، والمهارات للوصول إلى مستوى الإبداع في كل المجالات». وقبْل أربعِ سنواتٍ، اقترحْتُ في لقاء مع قناة الاقتصادية (غير السعودية) فصل وِزَارة الإعلام عن الثقافة، وقلتُ: إذا أريدَ فصلُهُما ، فإنّ الضرورة تستدعي- في المقابل- إنشاء وِزَارة مُسْتَقلة للثقافة، تضطلع بمسؤوليات التنمية الثقافية، وفي هذه الحالة لا بُدّ من دراسة علمية مُعَمّقَةٍ، يشترك فيها متخصصون في: الإعلام، والاقتصاد، والتربية، والثقافة، والتعليم، والاجتماع، والنفْس، توضع أمامهم التجاربُ التي أقدمتْ عليها مجتمعاتٌ مماثلة، لتكون مَوْضِع نقاشٍ وتمحيص، فما كان منها صالحاً وملائماً لأوضاعِ المجتمع السعودي وإعلامه، فليس عيْبَا الأخذُ به، وما كان دون ذلك، فالتّرْكُ أوْلى به. هذه مسألة، والمسألة الثانية، التي تستدعي التفكير في فصْل الإعلام عن الثقافة، هي أنّ وِزَارة الثقافة والإعلام، على وشْك فَكِّ ارتباطها، بثلاثِ مؤسساتٍ إعلاميةٍ رسمية: الإذاعة، والتلفاز، ووكالة الأنباء السعودية، وبطبيعة الحال فالأهداف المبتغاة: تخليصُ الإعلام السعودي، مِنْ بيروقراطية الأداء، ومَنْحُ مؤسساته الاستقلالية التامة، والارتقاء بمستوى الخِطَاب الإعلاميِّ السعودي، بما يناسِبُ المرحلة الحالية، لتفعيل حالة التواصُل بين المؤسسات الاعلامية وبين المتلقين، وأطرحُ هنا سؤالا للإعلامي العربي الكبير جان جبران كرم» هل يُعْقلُ في عصر تتحوّل فيه التِّقْنِيَات الإعلاميّة، وتتطور الوسائل، والأساليب، والمبادئ الأوّلِيّة بسرعة هائلة جدا، أن تبقى إدارة الإعلام وَقْفَاً على موظفين حكوميين» ؟. للحديثِ بقيّة، بعد غد (الثلاثاء) إن شاء الله. [email protected]