أتوقع أن وزارة الثقافة والإعلام الآن، خلية نحل لا تهدأ، اجتماعات، وورش عمل، ومناقشات، ولجان متعددة، تصوغ سياسة إعلامية ثقافية مطورة، لتلبية حاجات مجتمع المعرفة، طالبت بها خطة التنمية التاسعة (1431 1435ه) وتحتاج بالتالي إلى «زيادة حصة البرامج، والمواد، المرئية، والمسموعة المتخصصة، في نقل المعرفة، وإنتاجها واستثمارها». إذا هي نقلة نوعية إعلامية سعودية جديدة، تودع سياسة إعلامية، أطلقت منذ عشرين عاما، يوم أن كانت التحديات محدودة، فيما جدت بعدها تحديات، تضرب مختلف فئات المجتمع السعودي، وأهمها الشباب (ذكور وإناث) الذين صدر قبل ثلاث سنوات تقريبا، أمر خادم الحرمين الشريفين (الملك عبد الله بن عبد العزيز) إلى عدد من الجهات ذات العلاقة، من بينها وزارة الثقافة والإعلام، للاستفادة من دراسة أجراها مركز أسبار للدراسات والاستشارات والبحوث والإعلام، عن الشباب السعودي، وهمومه، وتطلعاته، وخططه المستقبلية، لتفادي التحديات القائمة التي يواجهها، والمشكلات المحتملة. ولقد أثبتت بعض الدراسات، أن هناك علاقة بين الإرهاب من جهة، وتجارة المواد المخدرة من جهة، وتعاطيها بين الشباب من جهة أخرى، بوصفهم المستهدفين الأول من بين الشرائح الاجتماعية المختلفة، فضلا عن أن واقع الشباب السعودي، يكشف عن: أكثر من نصف السكان السعوديين، هم في الفئة العمرية (15) عاما. نحو (61 %) من الشباب، وصغار العمر، يشكلون النسبة الأعلى بين الفئات العمرية في المجتمع السعودي. نسبة كبيرة منهم يمثلون هدفا للتيارات والتوجهات الفكرية المختلفة. (46.7 %) من فئة 20 40 سنة عاطلون عن العمل، وفقا لإحصاءات وزارة التخطيط والاقتصاد. (11.5 %) فقط من إجمالي عدد الشباب السعودي (2,6 مليون شاب) يرتادون المرافق الثقافية، التي انتقلت مسؤوليتها لوزارة الثقافة والإعلام، مما دعا وزارة الاقتصاد والتخطيط للمطالبة ب «دراسة الأسباب الكامنة، وراء عدم الاستفادة بشكل ملموس من هذه المرافق». كم يعاني الشباب السعودي (ذكور وإناث) من فراغ قاتل، دفع بعضهم للارتماء في أحضان الإرهاب، فتبنوا الفكر الإرهابي، وضربوا المنشآت الحيوية في مجتمعهم، وقتلوا، وسفكوا الدماء، ورملوا النساء، ويتموا الأطفال، فضلا عن أن الملحوظات الميدانية «تؤكد أن الشباب الذين يقعون فريسة لتعاطي المخدرات، يتم استهدافهم من منظري التنظيمات الإرهابية، لاستثمار الخصائص النفسية، المحطمة للمدمن الذي يتعاطى هذه السموم، وميوله الانتحارية، وضعف إرادته في تنفيذ المخططات الشريرة لهذه التنظيمات». من خلال السياسة الإعلامية الثقافية، التي طالبت بها كما قلت خطة التنمية التاسعة، فإن المجتمع السعودي، ووسائل إعلامه، والمتلقين لها، أمام نقلة نوعية تعتمد على الكيف، وليس على الكم، كيف يكون مجتمع المعرفة؟ كيف توضع برامجه وتتطور؟ كيف يتعلم المتلقون تعليما مدى الحياة ؟ كيف يرتبط الإعلام بالتنمية ؟ كيف تعرب المعرفة للمتلقين؟ كيف تعزز روح المبادرة عند الناس؟ كيف تجعل من اقتصاد المجتمع السعودي اقتصاد معرفة؟ إلى آخر قائمة طويلة، تستبعد الكم، وتقر الكيف. متلقو الإعلام السعودي وبخاصة الشباب (ذكور وإناث) أمام إعلام سعودي جديد، يدعم منظومة التعليم، في مختلف مراحلها، بدءا من الطفولة المبكرة، وانتهاء بالتعليم ما بعد الجامعي، ويطلق برامج إذاعية، وتلفازية، تركز بصورة جدية على بناء الشباب السعودي، وتزودهم بالمهارات العلمية والعملية، فهم أكبر ثروة وطنية، يواجهون اليوم تحديات لا قبل لهم بها، لها أبعادها، ونتائجها الخطيرة، تستدعي التركيز على تلبية حاجاتهم المشروعة، وتزويدهم بالعلم، والثقافة، والتقانة، فهم مكان للغرس، وإذا وجدوا الماء، فسيعطون ثمارا منيعة على: التطرف، والعدوان، والبغي، والإرهاب. الإعلاميون السعوديون، والمثقفون، والمتلقون، وبخاصة الشباب والشابات، تتجه أنظارهم الآن إلى وزارة الثقافة والإعلام، لتطوير سياسة إعلامية شبابية ثقافية، تنقل المحتوى المعرفي، وما يحتاجه من: خطط، وبرامج، وآليات. [email protected] فاكس: 4543856-01 للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 106 مسافة ثم الرسالة