قبل يومين ، كنت في محل مشهور للحلويات ، للتوصية على كيكة تخرج ، فقد بدأ السباق لحفلات التخرج ، قبل زحمة الاختبارات ( وعجبي !!)، ولكثرة ما شاهدت من طلبات ، على كيكات التخرج ، حتى الروضات ( نالهم من الكيك جانب ) ، شككت للحظة ، أنه لن يكون هناك رسوب ، في جميع مراحل التعليم في المملكة ، فالنجاح أمر مفروغ منه ( بالجيب ) ، وهو أسهل من عمل الكيكة . وقد تنوعت هذه الكيكات في أشكالها ، ومقاساتها ، وعباراتها ، فمن مبروك النجاح ، إلى عقبال الدكتوراه ، وهناك من بالغ في التفنن في الزخرفة ، والتجميل ، إلى أن وصلت أسعار - الكيكات - إلى أسعار مبالغ فيها ، كأسعار بعض المشاريع ، فلابد أن تتناسب الكيكة وحجمها وحتى قيمتها مع المناسبة ، فكيكة النجاح من الروضة ، ليست كيكة نجاح المشاريع ، التي سيتقاسمها، شركاء النجاح . ومن أجمل اللحظات في حفلات النجاح ، لحظة تقسيم الكيكة ، حيث يجتمع الجميع ، ليظفر كل بحصته ، وعادة ما يتولى الكبير - ولا يشترط أن يكون بالعمر - تقسيم الكيكة ، بحيث يعطي لكل واحد نصيبه ، ويحتفظ هو بالجزء الأكبر ، خاصة إن كان ( مشفوح ) ، أو تقسم بالتساوي ، أو حسب الاتفاق ، كلاً حسب مجهوده ، من جاء بالكيكة ، ومن جاء بالصحون ، ومن جاء بالشوك والسكاكين ، بالإضافة إلى من ( يشيل ) السفرة ، أما الفتات ، فيكون من نصيب الصغار ، لسد أفواههم ، وجبراً لخواطرهم ، وأحيانا يأخذ الكبير ، أو الكبار نصيبهم ، ثم يخرجون ، ليتقاتل الصغار على بقية الكيكة ، ولك أن تتخيل ، ما يحدث من ( بلاوى ) حينها . (إلا على طاري الكيكة ) ، قرأت خبرا قبل أيام في إحدى الصحف الإلكترونية عن تثمين لعقارات في مكة ، تجاوزت ال ( 130 ) مليون ريال ، بينما السعر الحقيقي لها يبلغ نحو 3.2 مليون ريال ، وفقاً لتقدير اللجنة العقارية في مكة المكرّمة ،( هو صحيح ؟!!!)