تمثل حفلات النجاح للأطفال حتى وإن كانوا في مرحلة الروضة أو التمهيدي الشيء الكبير لديهم، حيث تنقلهم من عالم لآخر يحفل بمعاني التقدير والتحفيز، وتشعرهم بأهمية ما قدموه في أي مرحلة كانت، وتقيم الأسر والمدارس في نهاية كل عام حفلات تخرج متنوعة للاحتفاء بأطفالهم وخاصة صغار السن بمناسبة نجاحهم، وتحفل هذه الحفلات بطقوس خاصة من ملابس وفقرات، وتكون في بعض الأحيان أشبه بالعرض الاحتفالي المتكامل. وقالت المعلمة بروضة شمس الطفولة بدرية الجعيد إن هذه الحفلات دافع معنوي قوي للأطفال للمضي قدماً للأمام، مشيرة إلى أن هذه الحفلات تهيئ الأطفال لدخول عالم المدارس وتشجعهم على الاندماج به. كما تمنح الحفلات الأطفال الثقة بالنفس. وأضافت أن الروضة التي تعمل بها نظمت حفلاً بمناسبة النجاح هذا العام، وأن الأطفال الذين شاركوا معها قدموا فقرات مميزة في الحفل، واستطاعوا إتقان أدوارهم بنجاح. وبين الطفل محمد سلطان "تمهيدي" أن الاحتفال الذي أقامته أسرته له بمناسبة انتهاء العام الدراسي يمثل له الشيء الكبير، وأنه شعر بالفرح يغمره لكون هذا الاحتفال نفذ خصيصاً له، وأنه لا يقل أهمية عن أشقائه وشقيقاته الذين يكبرونه بالعمر والمرحلة الدراسية. وقالت والدة الطفل إياد بإحدى الروضات الخاصة إن الروضة تسعى من خلال هذه الحفلات التي تقيمها إلى بث روح الحماس والاجتهاد في نفوس الصغار. وقالت الطفلة بالصف الرابع جود عبد الرحمن إن هذه الحفلات تمثل لها أهمية كبيرة، حيث تشعر من خلالها بمكانتها لدى أسرتها، مشيرة إلى أن النجاح الذي حققته له أهمية كبيرة لدى أسرتها، وإن لم تكن المرحلة الدراسية مهمة أو لها أهمية المهم أن هناك حفلاً خاصاً لها، وبه مشاركون ومشاركات يحتفلون بها وبما حققته، إضافة إلى الهدايا التي تقدم بهذه المناسبة. وأوضحت أم محمد الطلحي (معلمة) أنها لا ترى أي أهمية لحفلات الصغار مهما كانت المرحلة التي يدرس فيها هذا الطفل أو الطفلة، وتقول إن ابنها الذي يدرس بالصف الثاني الابتدائي يطالبها في كل لحظة بإقامة حفل خاص به، وأن يتم تقديم الهدايا له بمناسبة النجاح، ويطالبها بإحضار الحلوى والكيك والعصائر المختلفة، وتضيف "أنا مصرة على عدم أهمية مثل هذا الاحتفال، فالأطفال في هذه السن لا يعلمون معنى حفل نجاح، أو ماذا يريدون، فهم يريدون اللهو واللعب فقط"، مضيفة بأنها أقسمت بألا يكون هناك حفل للنجاح إلا بعد تخرج ابنها من الصف السادس الابتدائي، فالخروج من كل مرحلة يستوجب حفلاً يقام بمكان يختاره الطفل وبموافقته . ويرى استشاري الطب النفسي بمستشفى الحرس الوطني بجدة الدكتور رجب بريسالي أن حفلات النجاح الخاصة بالأطفال إنما تأتي في إطار تعزيز وتدعيم ثقة الطفل بنفسه، وهى حفلات تزيد من إنتاجية الطفل وتدفعه للتميز والتفوق . وأشار إلى أنه ينبغي على الأمهات والآباء أن يساهموا في تنفيذ هذه الحفلات، لأن لها دور إيجابي لدى الأطفال سواء أطفال الروضة، أو التمهيدي، أو أطفال المرحلة الابتدائية وغيرهم، والإنسان كائن اجتماعي يرغب أن يحظى بالتقدير والإطراء. وقال إن هذه الحفلات وإن كانت بسيطة، إلا أن لها حافزاً معنوياً قوياً لهؤلاء الأطفال، مضيفاً أن تقديم الهدايا لهم في هذه الحفلات وإن كانت بسيطة ورمزية تعزز ثقة الطفل في نفسه، وتجعله عضواً فاعلاً في مجتمعه.