أن يصبح التعود عند الجيل عادة، ومن ثم يتطور إلى أن يصبح سمة، فهذا يتطلب أثرًا كل من ثقافة التربية والقدوة في كل من المنزل والشارع والحي والمجتمع والمدرسة. وأن تدخل على ثقافته التي تربّى عليها ثقافة مستوردة تقطع عليه الطريق قبل أن يكمله وتنسف عنوة ذاك الأثر رويدًا رويدًا لتسيطر على وجدانه وتلعب على أوتار عواطفه وتسيره كيفما تشاء فهذا هو الاجتياح بعينه وعلمه. اجتاحت المسلسلات التركية المدبلجة عقل المتلقي العربي البسيط ووجدانه وخاصة صغار السن منهم والمراهقين من الجنسين على حدٍ سواء، ولاقت شخصياتها المنغمسة في العلاقات المحرمة استحسان المتلقي لهذا المد مما جعل منتجيها ومموليها يسعون جاهدين إلى إغراق السوق الإعلامي بها، حتى أضحى من أبرز صادرات منتجي هذه المسلسلات نشر ثقافة الخيانات والانحلال، فلا بأس ولا ضير في فنّهم أن تخون المرأة زوجها والزوج زوجته!!؟؟ وما الغرابة في مبيت البنت في منزل صديقها!!؟؟ والطامة الكبرى أنهم ينصدمون في بعض شويتين ثم يعود كل منهم إلى بيته وكأن شيئًا لم يكن!!؟؟.. عارض وزال!!. ومما زاد الطين بِلَّة إصرار بعض مالكي القنوات الفضائية على تأصيل تلك الثقافة وتغذيتها بأجزاء ثانية وثالثة وعاشرة، ليتواصل مع توالي الأحداث الانغماس في المتع المحرمة جزءًا تلو الآخر، فنحن وين ما ندير رؤوسنا يقابلنا في بعض الفضائيات "مهند وحريمه"، و"أبو شوكت وأوراقه المتساقطة" و"ميرنا وخليلها"، وهذا غيض من فيض.. وطولوا بالكم يا ما لكم من الخير!!. مرصد.. أخشى أن يتراكم في وجدان الجيل العربي أثر تلك الدرامات التركية، لينضوي بعد ذلك شيئًا فشيئًا تحت شعار مطالب الحريات الشخصية والحقوق!!.