خيارات الشباب بمنطقة الباحة والمحافظات التابعة لها محدودة في قضاء وقت فراغهم، نتيجة غياب الأماكن المخصصة لهم، سواء الترفيهية أو الرياضية أو الثقافية، الأمر الذي يعدّ مشكلة كبيرة تتكرر كل صيف. الشاب صالح الزهراني يقول إن الشباب يعانون كل صيف أزمة حقيقية من خلال عدم توفر أماكن مخصصة لهم يقضون فيها أوقات فراغهم ويستطيعون ممارسة حياتهم من دون أن يشكلوا إزعاجا للسكان، مشيراً إلى أن شريحة الشباب كبيرة وتزداد في موسم الصيف بسبب قدوم أهالي المنطقة من المدن الرئيسية فلا يجدون غير الميادين والطرقات العامة للجلوس أو مداخل الغابات والمتنزهات التي خصصت للعائلات فقط. واستغرب الشاب علي الزهراني خلو المنطقة من أماكن تجمع الشباب وتوفر لهم وسائل الترفيه مثل الملاعب والملاهي وأماكن الجلوس، مطالباً المؤسسات المعنية بخدمة المجتمع بتوفيرها للشباب بدلاً من تسكعهم في الشوارع والميادين، حتى أصبح الأمر لافتا للنظر. وأكد عبدالخالق صالح "ولي أمر" أن المشكلة باتت تؤرق أولياء الأمور خوفاً على أولادهم من الوقوع فريسة لأصحاب النفوس الضعيفة الذين يصطادون الشباب مما قد يوقع بعضهم في براثن الجريمة والمخدرات. ودعا المرشد الطلابي بمدرسة الأمير محمد بن سعود بالباحة عبدالله جيلان الغامدي الجهات الحكومية والخدمية والخاصة، إلى فتح مواقع تليق بالشباب واستثمار طاقاتهم بدلا من توجيه اللوم عليهم على أخطاء لم يرتكبوها من تجمعات أو خلافها، نظرا لعدم وجود خيار آخر أمامهم، معتبراً عدم مساعدة الشباب على استغلال فترات الإجازات وخصوصاً الصيف يدفعهم خلف مغريات قد تكون مدمرة لمستقبلهم. من جهته، قال مدير فرع جمعية الثقافة والفنون بالباحة على البيضاني إن لدى الجمعية الكثير من البرامج والفعاليات الخاصة بالشباب مثل المرسم الحر المفتوح بشكل يومي ومتوفر به كافة المستلزمات الخاصة بالفنون التشكيلية والخط العربي، إضافة إلى لجنة الفنون المسرحية التي تقدم عروضا مسرحية للكبار وللصغار، كما تقدم فرقة الفنون الشعبية عددا من العروض الشعبية التي تشتهر بها المنطقة، داعيا الشباب للاستفادة من فعاليات الجمعية، مؤكداً أن من أهدافها احتواء الشباب والكشف عن مواهبهم وصقلها ورعايته. إلى ذلك، أوضح مدير العلاقات العامة والإعلام الناطق الإعلامي للأمانة بمنطقة الباحة عبدالرحمن خلف الغامدي أن الأمانة بدأت العمل بموقع وسط المدينة لخدمة أهالي المنطقة ويشمل ملعب كرة قدم مزروعا وملعبا لكرة الطائرة والسلة وملعبا للأطفال، إضافة إلى ساحات خضراء وممر لممارسة رياضة المشي، وتمت ترسية المشروع على إحدى الشركات الوطنية وسوف يكون جاهزاً بإذن الله خلال سنة. من جهة أخرى، بدأت بلدية محافظة العقيق تجربة جديدة بتركيب معدات رياضية في الحدائق تستخدم لأغراض اللياقة الصحية ضمن مشروع تطوير مدخل العقيق في إطار حرصها على تعزيز الصحة المجتمعية وتشجيع سكان المحافظة على زيارة الحدائق والأماكن العامة والاستفادة من هذه الخدمات. وأوضح رئيس البلدية عوض ملفي القحطاني أن المبادرة تأتي في إطار استراتيجية البلدية لتوفير احتياجات المجتمع من الخدمات والأنشطة الترفيهية والرياضية التي تساهم في الارتقاء بمستوى المعيشة، مشيرا إلى أن هذه الألعاب متاحة مجانا للجمهور وتتناسب مع الفئات العمرية من سن 16 سنة فما فوق، وروعي في تصميمها عوامل السلامة وملاءمتها لطبيعة المناخ.