ضمن زياراتي الأسبوع الماضي في لبنان حرصت على لقاء السيد: أحمد الحريري، الأمين العام لتيار المستقبل. وكان موضوع سوريا من أهم ما يُستفاد منه، كون التيار ممن له عناية بهذا الموضوع ذي الأولوية في الساحة، وقد مضى اللقاء في محاور عدة. (1) عن قراءة السيد الحريري لإنهاء ملف القضية السورية، أشار إلى مسألة (التوقيت) لا (الوقت).. وعنى بذلك أنَّ تشابك المصالح الروسية في سوريا، عقَّد من الأزمة، وأنَّ ثمة صفقات تُدار بين الروس والأمريكان، يمكن تشريعها، مما ستؤدي إلى قرب تحقيق هدف الثورة السورية، وهو ما أسماه بقضية (التوقيت)، التي قد تحدث في أي وقت. وعند سؤالي له: عن كيفية تحقيق هذا السيناريو، أجاب: إذا ضمنت روسيا (الكعكة المالية) فيُمكن أن تسهل عملية الانقلاب، وتقسيم الجيش، بل حتى اغتيال الرئيس نفسه!. لكنَّ سؤالاً كان لابد من طرحه في حال تأخر ما أسماه بتوقع (التوقيت)، فأجاب: ليس حل إلا (الوقت). أي استمرار الثورة في مطالبها، إلى أن تسقط ورقة التوت، وتتشكل أطر جديدة لسوريا تتمثل حسب تقديره، بتوزيع (التركة) بين الجيش المنشق (النظام)، والجيش الحر وبقية الأتباع والفصائل، وبناء كيانات جديدة تكفل للجميع بقاءهم ونفوذهم كل بحسب إمكاناته وصلاحياته!. (2) وعن الدروس التي يمكن أن تُستفاد من التجربة السورية، في ثوب معرفي، أجابني السيد الحريري، أنه يرشح كتابين لمعرفة المزيد عن الحالة البعثية وتطوراتها، وما يمكن أن يبنى على هذه المعرفة من استيعاب وتكتيك، أشار إلى كتابين مهمين، أولهما: (الأسد.. الصراع على الشرق الأوسط) ل(باتريك سل)، والآخر (تاريخ سوريا المعاصر) ل(كمال ديب)، وقد سمعت منه أن الأخير قام مكتب التيار بتحليل أهم فقراته، واستخلاص مضامينه، ضمن أهم التقارير المعاصرة عن فهم مرحلة حزب البعث، وخطواته. (3) ضمن هذه الأجواء المشحونة انتشر في مواقع الإنترنت مقطع يوحي بالغرابة وشدة الانتباه، وفيه (ملائكة تحمل شهيدًا في سوريا). وعند مشاهدتي للمقطع تداخل المشهد بين قبولي له عقليًا وشرعيًا، ولم أفكر طويلاً، لأن طبيعة المشهد، ترسل شحنة عاطفية هائلة، يمكن لعقل المؤمن قبولها، والإيمان برسائلها. ثم تواصلت مع عدد من كبار العلماء الثقات، الذين أذهلهم المشهد، وصدَّقوا على مضمونه، وتمتموا بعبارات بدت فيها شحنات عاطفية وروحانية عالية! وكأن عالم الغيب اقترب من عالم الشهادة، وفي هذا الدنو من الأسرار والأنوار، ما قد يلهم السوريين للمضي نحو هدفهم أكثر من ألف صورة في شاشات التلفزيون!.