* ذُهلتُ حدّ الفجيعة، من مستوى فئة من أبناء الشعب المصري العزيز؛ على اللغة التي يتحدّثون بها عن المملكة، حكومةً وشعبًا في الأيام الماضية.. ولم يذهلني بكل الصدق تدني الطرح الإعلامي في عدد من وسائل الإعلام، والبرامج، والقنوات المصرية الخاصة منها على وجه التحديد؛ لأن مثل هؤلاء معروف مَن يُسيِّرهم. * لستُ في حاجة إلى تأكيد المؤكّد، وهو أننا في المملكة، وعبر قرون من الزمن، نعرف كرم، وطيب، وحسن أخلاق أشقائنا المصريين.. وبل ونعرف أن اللُّحمة المجتمعية تتداخل بين أسر من الجانب السعودي، والآخر المصري، في عمليات تزاوج منذ قرون. لكن المؤسف أن هذه الفئة التي بسلوكها، ولغتها البذيئة لا تسيء إلى ذاتها، فهذا قد لا يعنيها إطلاقًا، لكن تسيء إلى مصر ذاتها، وإلى قيمتها كدولة من الدول المحورية في المنطقة، كما تسيء إلى الصورة الناصعة للغالبية العظمى من أبناء أرض الكنانة، الذين أعلم يقينًا أنهم لا يرضون بهكذا انحطاط سلوكي ولفظي. * في واحدة من القنوات الفضائية المصرية، ترك المذيع سيدة في أواخر الأربعينيات، وبداية الخمسينيات، وهي منقّبة تكيل كل ما يمكن أن يخطر على بال البشر من شتائم، وألفاظ سوقية، بل وكان يشجعها على الاستمرار؛ حتى أنه أشار إلى أن ما تقوم به المملكة تجاه المحامي الجيزاوي، إنما هو من تعاليم الشيخ محمد بن عبدالوهاب، وكأن القضية اختلاف مذهبي، وليس نظاميًّا، وهو ما زادها تصاعدًا في ألفاظها السوقية المقيتة، التي لا تقال لعدو، بل وأخذت تهدد وتتوعد المملكة، برد فعل "مارد"، وكأنها قوة عظمى، وليست إنسانًا ضعيفًا. * ما يحدث في أرض مصر الحبيبة، ومنذ نجاح ثورة 25 يناير ليس طبيعيًّا على الإطلاق، ولا يدل على عقلانية في السلوك، أو اللغة.. بل إن الثورة أفرزت بكل حزن، وجهًا قبيحًا وقميئًا لرعاع، وسوقيين، رأيناهم في أحداث مباريات نادي الزمالك، وحادثة ملعب بور سعيد، وغيرها كثير. * وما تقوم به هذه الفئة، التي لا أستغرب أن تكون مدفوعة من جهة، أو جهات هدفها زعزعة العلاقة بين المملكة ومصر، لا يمتُّ إلى الأخلاق والأعراف والتقاليد المصرية أولاً، ناهيك عن الإنسانية، ويجب على كل العقلاء داخل مصر وخارجها إيقاف هؤلاء عن عبثهم، وسوقيتهم فمصر فوق الصغائر وأكبر من النزوات العابثة، ولا ينكر دورها إلاّ جاحد، كما أن المملكة من الدول التي لم تبخل في يوم من الأيام على أشقائها بالعون والدعم والمؤازرة المادية والمعنوية، وصداقاتها مع مصر والمصريين لا يشكك فيها إلاّ جاهل، أو مبتز، أو قاطع طريق. فاكس: 6718388 – جدة تويتر: @Dr_Abdulrahman