تقع تيدد في وسط جبل بالقرب من بلدة شجوى في الشمال الغربي للمدينة المنورة (وعلى بعد مائة كيلو متر تقريبًا)، ويعتقد من يقرأ كلمة (تيدد) أنها كلمة أجنبية وليست عربية، بينما وردت ضمن تاريخ السيرة وهي عبارة عن جبل به عيون تدفع (تسيل) في الجبل نفسه ولا تصل إلى السهل وبه نخيل، وكانت قبل ثلاثين عامًا عيونًا ثجاجة أي قوية الانحدار وحتى الآن ولكن خفّ اندفاع الماء بها وجف بعضها وفي وسط جبل تيدد يكثر النخيل ويكثر ملاّكه وقد يكون للمالك فِقْرَة واحدةٌ أي: نخلة واحدة فقط، وقد قابل الكاتب أحدهم، فأفاد بأنه يتوارث هذه النخلة (مكان النخلة) الأجداد فعدّ إلى الجد السادس على نخلة واحدة عن أبيه عن جده فكأنّ إثبات ملكية هذه النخلة (رواية حديث) وفي الجبل وسفحه ذُكِرَ عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: لا أسهلت تيدد. كما ذكر ذلك في كتاب عمدة الأخبار في مدينة المختار وفي كتاب وفاء الوفاء. وفي الواقع أن سهل تيدد لا زرع فيه وتبدو السهول أسفل الجبل جافة وشجرها جاف بينما تتعدد العيون في وسط الجبل قريبٌ منها ولعلّ ذلك تصديقٌ لما ورد من أثر حولها (لاأسهلت تيدد) وسهل تيدد سهلٌ فسيح أفيح تتعدد به بعض الآثار القديمة وبقايا الحصون والمنازل والرسوم (جمع رسم وهو الأثر المندرس) وقد عفا عليها الزمن. ويوجد شمال جبل تيدد جبل مرتفع على قمته صخرة كبيرة جدًا إذا رأيتَ من بُعد تظن أنها قلعة كبيرة لكنها صخرة ملساء من جميع الجوانب ما زالت قمتها بكرًا حيث لم يستطع أحد الصعود عليها وينظر إليها الكاتب – وقد كسب الجبل والصخرة الرهان والتحدي – حيث لم يستطع صعود الجبل نفسه ناهيك عن تلك الصخرة التي تعلوه وتسمى صخرة عنتر أو جبل عنتر. تدعو (زاوية أماكن) زيارة تيدد والتمتع بصعود الجبال الشماء التي تحيط بها ومشاهدة ما تبقى من العيون التي تنبع من باطن صخور جبل تيدد ولكنها تختفي قبل الوصول إلى السهل أي: (أسفل الجبل).