دعا عدد من الاكاديميين المشاركين في مؤتمر التعليم العالي مؤسسات التعليم العالي الى عدم تجاهل تطوير مناهج المرحلة الجامعية وطرق تدريسها، مؤكدين انه يجب الانتقال من التركيز على نقل المعلومة في المحاضرات الى استحضار المعلومة نفسها وهو ما يحسن من عملية التعليم ومخرجات الجامعات وبالتالي مواكبة سوق العمل. وواصل المؤتمر الدولي للتعليم العالي بالرياض أعماله بحضور نخبة مميزة من الخبراء والأكاديميين المحليين والدوليين، ففي الندوة الثالثة للمؤتمر تحت عنوان «نماذج حديثة للجامعات التدريسية»عرض ستة خبراء وأكاديميين أوراقهم العلمية لمناقشة هذه القضية المهمة كما تخلل الندوة فاصلان من المناقشات الحرة. وتحدث إريك مازور أستاذ الفيزياء التطبيقية بجامعة هارفارد بالولايات المتحدةالأمريكية عن «الابتكار والتعلم من خلال حل المشكلات: حلول جديدة للجامعات التدريسية» فأكد أن التعليم ليس مجرد نقل معلومات من طرف إلى آخر، على الرغم من أن ذلك هو ما يحدث غالبًا في العديد من البرامج الدراسية التحضيرية, فالمعلمون يقدمون المادة العلمية رغم أن هذه المادة من السهل الحصول عليها في العصر الحالي من مصادر عديدة، ويكون الهدف الرئيسي للطلاب هو تدوين اكبر قدر ممكن من الملحوظات, ولكن قلة من الطلاب هم من يكون لهم القدرة والحافز والانضباط الكافي لاستحضار المعلومات المقدمة إليهم ومن ثم فان عملية استحضار المعلومات هي الجانب الأكثر أهمية والأكثر صعوبة في عملية التعليم والتعلم. وأشار الى أن الانتقال من التركيز على نقل المعلومات في المحاضرات إلى التركيز على استحضارها قد يحسن كثيرًا في عملية التعليم داخل الفصول الدراسية، وتظهر البيانات التي تم جمعها في عدد كبير من المجالات والبيئات التعليمية أن (تلقي الإرشاد من الزملاء) يساعد في تعزيز مهارات حل المشكلة اللازمة للجميع، خاصة في القرن الحادي والعشرين. وعرض الدكتور براين ماكريث رئيس جامعة دبلن، أيرلندا «دراسة حالة: جامعة مدينة دبلن» «فأشار إلى أن الهدف الرئيسي لعملية التعليم هو تجهيز الطلاب لتحقيق النجاح في الحياة، أي في أماكن العمل، وفي المجتمع المدني، وفي حياتهم الشخصية، ونظرًا للطبيعة الخاصة للحياة في القرن الحادي والعشرين، فإن هذا يعني تزويدهم بمجموعة من المهارات الشخصية لتمكينهم من مواجهة تحديات المجتمع العالمي سريع التغير، وتحديات بيئة العمل الاجتماعية التي يزداد اعتمادها على التقنيات الرقمية يوما بعد يوم.