اعترض الدكتور سحمي الهاجري على محاضرة رئيس أدبي المدينةالمنورة الدكتور عبدالله العسيلان أمس الأول في المنتدى الثقافي للدكتور عبدالمحسن القحطاني بجدة، حينما سرد العسيلان رحلته مع التراث وصبّ جام غضبه على المحقق التراثي حسن حنفي. وانتقد الهاجري أسلوب المحاضر في سرده لتحقيق المخطوطات دون تمحيصها، ووجه كلمته للمحاضر قائلاً: أنت يا دكتور تغالي في الماضوية. واستمر في نفس الاعتراض الدكتور عزت خطاب، وزيد الفضيل في ضرورة وجود متخصص في موضوع المخطوطات وتحقيقها، واتفق أغلب المتداخلين على أن الدكتور عسيلان أرد تقديس التراث، وجعلهم كأنهم يسكنون في خيمة الماضي!. من جانبه برّر الدكتور عبدالله عسيلان في رده على منتقديه قائلاً: لم أقل بقداسة التراث، ونقدي على حسن حنفي في مسائل معينة أراد بكلامه تغيير بعض الثوابت الشرعية عندنا، وهذا ما لا أرضاه، وأمّا غير ذلك فلا يهمني ما يطرحه سوى ما يساير أساسيات تحقيق التراث. وقال غاضبًا: لا أحد يستطيع حجب أشعة الشمس الساطعة، فنحن أمة لها تاريخ مجيد، وهذه حقيقة أثبتها التاريخ. وقسّم الدكتور عسيلان محاضرته إلى ثلاثة أقسام: أولها بدايات وعلاقته بالتراث، وثانيها رحلته مع المكتبات، وأخيرًا رحلاته لتحقيق المخطوطات خارج المملكة. ووقف العسيلان كثيرًا في مكتبة شيخ الإسلام عارف حكمت، وأنها الشرارة الأولى التي أدخلته عالم المكتبات، والتعرّف على المخطوطات من خلال المكتبات في الهند وايرلندا وتركيا وفي القاهرة، وعبّر عن فخره كثيرًا باكتشافاته في علم المخطوطات، وهو كتاب «في معاني أبيات الحماسة» بعدما ظن كثير من المحققين أنه فُقد!. المحاضرة شهدت مداخلة مثيرة من الدكتور نايف الدعيس، الذي أثار الحضور حين قال: يجوز الحج إلى بيت القحطاني!. «المدينة» سألت الدكتور نايف عن هذه المداخلة، فقال: نعم قلت ذلك، وعنيته ومن فهمني خطأ من ضعاف النفوس أقول: الحج في الاصطلاح لغة القصد، بمعنى كأني قلت يجوز القصد إلى بيت القحطاني.