عرض رئيس نادي المدينةالمنورة الأدبي الدكتور عبد الله عسيلان والدكتور ناصر سعد الرشيد تجربتهما في تحقيق التراث البارحة الأولى في النادي الأدبي في الرياض. وأدار الندوة التي جاءت ضمن نشاط «منبر الحوار في النادي» محمد الهويمل. عسيلان استعاد تجارب له امتدت نحو أربعين عاما في تحقيق التراث التي أودعها كتابه «تحقيق المخطوطات بين الواقع والنهج الأمثل»، وتحدث عن علاقته الوثيقة بالمخطوطات التي جعلته يعنى بها خصوصا عندما تعرف على مكتبة الشيخ عارف حكمت في المدينةالمنورة. وتطرق إلى كتب التراث التي وقعت في يده عارضا ما عن له من ملحوظات عما تضمنته هذه الكتب. وركز عسيلان في الندوة على قضية اختيار المخطوطة، مشيرا إلى «أن هذا الاختيار يعد أمرا مهما للغاية ويتطلب أن تكون لدى محقق المخطوطات دراية واسعة بهذا العلم»، لافتا إلى أن «سبل البحث قد تقدمت اليوم وأصبحت ميسورة جدا أكثر من قبل بوجود الفهارس والتقنية الحديثة التي سهلت كثيرا عملية البحث». وعن مرحلة نسخ المخطوطة، شدد على ضرورة أن ينسخ الباحث المخطوطة بنفسه، ولا يسند هذه المهمة إلى ناسخ آخر، موضحا «أن الباحث إذا نسخ المخطوطة بنفسه سيقف على ما حوته، وقد يدرك أمورا مهمة ربما تحول بينه وبين المضي في تحقيق المخطوطة». واستعرض الرشيد جهوده في تحقيق كتب التراث ومنها إشرافه على عدد من الرسائل الجامعية في تحقيق كتب التراث، مشيرا إلى مقابلته للشيخ حماد الأنصاري في المدينةالمنورة عندما ذهب إلى هناك للتحقق من كلمة في أحد مؤلفاته في تحقيق كتب التراث، وكيف أن هذه الكلمة التي التبست عليه أوقفت لبعض الوقت المضي في طباعة كتابه. وقال الرشيد: «إن تجربته في تحقيق كتب التراث تنطلق من تصوره للتراث أصلا»، لافتا إلى أن التراث «ليس أوراقا صفرا الأضابير، بل إن الهوية والحضارة الحقيقية هي ما في هذا التراث الذي يتضمن معاني لا بد من إعادة تحقيقها ودراستها».