تبالة قرية ضاربةٌ في التاريخ وكان أحد أمرائها الحجاج بن يوسف الثقفي الذي قدم من الطائف، وعندما اقترب منها سأل عنها فقالوا له إنها خلف هذه الأكمة.. فكَرّ راجعًا مستهينًا بها، حيث ورد أنه قال: »لا حاجة لي بإمارة مَنْ تواريها الأكمة، وضُرِب مثلٌ شهيرٌ وهو (أهون على الحجاج من تبالة)، وتبالة عزيزة على الجميع نشأت بها حضارات قديمة وبقيت آثارها وسميت مدينة الآثار، وتعتبر من أهم محطات طرق القوافل القديمة، رُصِدَتْ شعرًا في الجاهلية وفي صدر الإسلام وفي العصر الحديث، وكان بها في الجاهلية صنم (ذي الخلصة) ففي صحيح الإمام البخاري أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث جرير بن عبدالله البجلي رضي الله عنه إلى خثعم من بلاد قومه لتحطيم صنم ذي الخلصة. يقول جرير: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: « ألا تريحني من ذي الخلصة؟». فقلت: بلى فانطلقت في خمسين ومائة فارس من أحمس، وكانوا أصحاب خيل، وكنت لا أثبت على الخيل، فذكرت ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فضرب يده على صدري حتى رأيت أثر يده في صدري، وقال: »اللهم ثبته، واجعله هاديًا مهديًا» قال: فما وقعت عن فرس بعد. قال: فأتاها فحرقها بالنار وكسرها. وقد دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم لقبيلة (أحمس). وتبالة أصبحت مقصدًا للسياحة لتعدّد الآثار وجمال المكان، حيث يثري مكانها السائح ب (العلم) سواءً بالعمق التاريخ لها أو الطرق التجارية التي كانت تمر بها قديمًا، ولا سيما أن هناك منجمًا للذهب غير بعيد من تبالة ووقف الكاتب عليها قبل أكثر من ربع قرن وكانت رحلة مثيرة من محافظة بيشة إلى هذا الجزء النفيس من الوطن الغالي والدعوة مفتوحة عن طريق زاوية (أماكن) للتمتع بزيارتها وتنظيم رحلات علمية لطلاب الثانوية والجامعات ولمحبي الاطلاع على الآثار.