جرير بن عبدالله البجلي صحابي جليل أسلم قبل وفاة النبي صلى الله عليه وسلم بأربعين يوماً وكان حسن الصورة قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه \"جرير يوسف هذه الأمة وهو سيد قومه \" . وقال النبي صلى الله عليه وسلم لما دخل عليه جرير فأكرمه \" إذا أتاكم كريم قومً فأكرموه \" وكان له في الحروب بالعراق - القادسية وغيرها -أثرٌ عظيم . وهو الشليل ابن مالك بن نصر بن ثعلبة البجلي نسبة إلى بجيلة المكان والقبيلة والتي تقع الآن على بعد 140 كيلاً جنوب محافظة الطائف على امتداد جبال السراوات التي تشرف على تهامة وتتبع إدارياً لمركز حداد بني مالك . أمّر عمر بن الخطاب رضي الله عنه جريراً على بجيلة فسار بهم إلى العراق وأقام بالكوفة ولما أتى على الكوفة وسكنها سار جرير إلى قرقيسياء ومات بالسراة سنة إحدى وخمسين للهجرة . الصحابي الجليل جرير بن عبدالله البجلي كان له مكانةً عند رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث يقول \" ما حجبني رسول الله صلى الله عليه وسلم منذ أسلمت ولا رآني إلا ضحك \" . وعنه رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم \" إنكم ترون ربكم يوم القيامة كما ترون هذا لا تضامون في رؤيته \". ذكر ابن الأثير الجوزي في كتابه أسد الغابة في معرفة الصحافة أن جرير مات بالسراة ووقفت أنا شخصياً بقرية القضاة بموقع يعرف بالشليل حيث ذكر الرواة أن هذه القرية هي القرية التي سكنها وتوفي بها الصحابي الجليل جرير بن عبدالله البجلي . هذا الموقع المسمى بالشليل نسبة إلى الشليل بن مالك بن نصر بن ثعلبة وهو جرير بن عبدالله البجلي وسميت القرية بالقضاة لأن أبنائها ممن أجادوا العلم الشرعي فأصبحوا مرجعية في الزمن الماضي للفتوى والقضاء والإمامة والقدوة الحسنة فخرج من هذه القرية رجالاً ثقاةً عرفوا بتدينهم والتزامهم وقاموا على المسجد الذي ينسب للصحابي الجليل حيث لا يزال المسجد وقبر الصحابي رضي الله عنه شاهدا عيان بهذه القرية . المسجد رغم توغله في القدم إلا أنه لا يزال حياً بجوار قبر جرير رضي الله عنه وهو عبارة عن مسجد مبني بالحجر البجلي ويعلو سطحه منارة يصعد عليها المؤذن وقت النداء للصلاة ليصل الصوت إلى المناطق المحيطة لعدم وجود مكبرات صوت آنذاك كما أن هناك لمسات فنية معمارية كتصريف الماء من السطح المشيد بمادة تشبه الإسمنت تسمى بالشيدة وتتصرف مياه الأمطار إلى بركة لا تزال رغم مرور هذه السنوات الطوال تحفظ الماء ويقوم الناس بجلبه من هذه البركة بالدلاء . يتصرف من هذه البركة جزء من الماء إلى المروش \" الحمام \" عبر قناة تسمى \" فلج \" تدل على أن من قام بهذا البناء يحمل فكراً معمارياً متميز وبراعة وقدرة على البناء والتشييد . هذا المسجد يشتمل على قسم للرجال وآخر للنساء ومدرسة لتحفيظ القرآن الكريم والعلوم الشرعية كما يذكر أهل القرية بالتواتر عن الآباء والأجداد ، وهذا دليل على رقي النظام التعليمي آنذاك وشراكة المرأة مع الرجل في حق التعليم . من هنا ومن هذا المنبر الإعلامي أناشد وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والهيئة العليا للسياحة والآثار أن تلتفت لهذا المعلم الديني البارز الذي يعتبر أثراً من الآثار الإسلامية التي تذكرنا بماضٍ مشرف وتاريخ مشرق ، فهل تبخل وزارة الشؤون الإسلامية والهيئة العليا للسياحة والآثار على رجل أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بإكرامه ؟؟؟.. بقلم / سلمان سالم المالكي – الطائف