قرأت بعض الكتابات الصحفية عن \" ذو الخلصة \" إلا أنني كنت أتمنى على ومن الصحفيين أن يستندوا إلى مرجعية تدعم حججهم و تؤازر بحوثهم واجتهاداتهم إلا أن تحقيقاتهم وللأسف خلت من المصادر والمراجع فآثرت أن أقدم معلومة موثقة لاسيما وأنها تتعلق بشبهات تمس الدين كالكعبة اليمانية وما شابه ذلك إضافة الى بعض التشويه الذي قد يمس فترة مهمة من تاريخ الإسلام . فقد عُدت فيما سأطرحه إلى كتاب أسد الغابة في معرفة الصحابة لابن الأثير الجزري رحمه الله تعالى فوجدت في المعجم الأول ص 357 ما نصه عن ترجمة جرير بن عبدالله البجلي \" وأرسله رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى ذي الخلصة وهي بيت فيه صنم لخثعم ليهدمها فقال :- إني لا أثبت على الخيل ، فصك رسول الله صلى الله عليه وسلم في صدره وقال \" اللهم اجعله هادياً مهدياً فخرج في مائة وخمسين راكباً من قومه فأحرقها فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم لخيل أحمس ورجالها \". أخرجه ابن حبان في صحيحه وقال : \" ذو الخلصة بيت كان لخثعم في الجاهلية يسمى الكعبة اليمانية وكان ذلك قبل وفاة جرير سنة إحدى وخمسين وقيل أربع وخمسين للهجرة \" . كما أنني استعنت أثناء بحثي بمعجم البلدان لياقوت الحموي فوجدت في المجلد الثاني ص 383ما نصه :-\" الخلصة بيت أصنام كان لدوس وخثعم وبجيلة ومن كان ببلادهم من العرب بتبالة وهو صنم لهم فأحرقه جرير بن عبدالله البجلي حين بعثه النبي صلى الله عليه وسلم \" . وفي نفس المجلد ونفس الصفحة :\" وقيل هو الكعبة اليمانية التي بناها إبراهيم بن الصباح الحميري وكان فيه صنم يدعى الخلصة فهدم وقيل كان ذو الخلصة يسمى الكعبة اليمانية والبيت الحرام الكعبة الشامية وقال ابن حبيب في مخبره :- كان ذو الخلصة بيتاً تعبده بجيلة وخثعم والحارث بن كعب وجرم و زبيد والغوث بن مر بن أد وبنو هلال ابن عامر \" وقال المبرد :- \" موضعه اليوم مسجد جامع لبلدة يقال لها العبلات من أرض خثعم \" . وقال أبو المنذر :- \" ومن أصنام العرب ذو الخلصة وكانت مروة بيضاء منقوشة عليها كهيئة التاج وكانت بتبالة بين مكة واليمن على مسير سبع ليال من مكة وكان سدنتها بني أمامة من بأهلة بن أعصر وكانت تُعظمها وتهدي لها خثعم وبجيلة وأزد السراة ومن قاربهم من بطون العرب ومن هوازن \" . وفيها يقول خداش بن زهير العامري لعثعث بن وحشي الخثعمي في عهد كان بينهم : وذكرته بالله بيني وبينه وما بيننا من مدة لو تذكرا وبالمروة البيضاء ثم تبالة و مجلسة النعمان حيث تنصرا وذكر ياقوت الحموي في معجمه :- \" فلما فتح رسول الله صلى الله عليه وسلم مكه وأسلمت العرب ووفدت عليه وفودها قدم عليه جرير بن عبدالله مسلماً فقال له: يا جرير ألا تكفيني ذا الخلصة ؟ فقال :- بلى فوجهه إليه فخرج حتى أتى بني أحمس من بجيلة فسار بهم إليه فقاتلته خثعم وقتل مائتين من بني قحافة بن عامر بن خثعم وظفر بهم وهزمهم وهدم بنيان ذي الخلصة وأضرم فيه النار فاحترق فقالت امرأة من خثعم : وبنوا أمامة بالولية صرعوا شملاًً يعالج كلهم انبوبا جاؤوا لبيضتهم فلاقوا دونها أسداً يقب لدى السيوف قبيبا قسم المذلة بين نسوة خثعم فتيان أحمس قسمة تشعيبا وفي الحديث أن ذا الخلصة سيُعبد في آخر الزمان قال :-لن تقوم الساعة حتى تصطفق وقيل \"تصطك\" أليات نساء بني دوس وخثعم حول ذي الخلصة \". أما تباله التي هي موقع الصنم فقد ذكر ياقوت الحموي في معجم البلدان المجلد الثاني ص 9 \" أن بين تبالة ومكة اثنان وخمسون فرسخاً نحو مسيرة ثمانية أيام وبينها وبين الطائف ستة أيام وبينها وبين بيشة يوم واحد \" . مما سبق يتضح أن ذو الخلصة اسم الصنم وليس اسم مكان وتباله اسم صنم وخثعم اسم القبيلة العريقة والمنسوبون إليها \" الخثعمي \" . بقلم سلمان سالم سالم المالكي