في كتابه بعنوان «نهاية التاريخ الحديث في الشرق الأوسط» يناقش المستشرق اليهودي الأمريكي من أصل بريطاني برنارد لويس مستقبل المنطقة في حقبة ما بعد ثورات الربيع العربي التي يسميها ما بعد الحقبة الإمبريالية (هذه الحقبة بدأت في رأيه مع غزو نابليون بونابرت لمصروانتهت باندلاع تلك الثورات)، وحيث يقف العرب الآن أمام حقبة جديدة، وذلك من خلال طرحه لسيناريوهات البدائل المستقبلية التي تتراوح بين التعاون والتقدم ولا تنتهي بالفقر والتخلف. وفي سبيله لشرح فكرته يخوض لويس في المسائل الأكثر أهمية بالنسبة لمستقبل المنطقة والتي يعتبر النفط في مقدمتها باعتباره السلعة الأكثر رواجًا التي تصدرها المنطقة إلى العالم. ويرى لويس أنه مع نهاية المواجهة الإستراتيجية العالمية بين القوى العظمى أصبح يتعين على دول الشرق الأوسط التأقلم مع الواقع الجديد وأن يتدارسوا أخطاءهم ويتقبلوا نتائج تلك الأخطاء بكل تداعياتها، مؤكدًا على أن مستقبل المنطقة في هذه الحقبة الجديدة (الصعبة) يتطلب درجة كبيرة من الحذر، لاسيما في ظل حقيقة أن التكنولوجيا الغربية في سعيها للتوصل إلى بدائل للطاقة تسعى بدأب لجعل النفط الذي يعتبر السلعة الاقتصادية الإستراتيجية الآن لدى العديد من دول الشرق الأوسط أقل قيمة تقريبًا في المستقبل. يعتبر المؤلف أن هناك ثلاثة عناصر رئيسية ستساعد على تغيير الشرق الأوسط إلى الأفضل، وتعويض خسارة النفط، هذه العناصر في رأيه هي تركيا (التي مازال العرب ينظر إلى تجربتها الجديدة في الحكم بفتور) وإسرائيل (التي لا تزال تحظى بعدم القبول من جانب العرب حتى الآن) ) والمرأة ( التي لا يزال دورها في المجتمع مهمشًا حتى الآن). مؤكدًا على أنه لا يمكن للعرب تحقيق الحرية و الديمقراطية و خلق شرق أوسط جديد بدون تلك العناصر.لكنه لا يقلل أيضًا من أهمية العنصر الإيراني. وهو ما نستشفه من قوله بأن نابليون بونابرت عندما وصل إلى الشرق الأوسط عام 1798: لم يكن في المنطقة سوى دولتين مستقلتين هما إيران وتركيا، و»اليوم فإن هاتين الدولتين تستعيدا دورهما التاريخي باعتبارهما من أبرز القوى في المنطقة، وثمة ما يجمع بين النظاميين الحاليين كونهما تأسسا من خلال الثورة: الثورة الأتاتوركية العلمانية في تركيا والثورة الخمينية في إيران المعبر عنها بالجمهورية الإيرانية الإسلامية». النموذج التركي فيما يرى المؤلف في تركيا الآن عامل دفع للمنطقة نحو التقدم والرخاء، فإنه يرى في التطرف الإيراني عامل هدم. ويعتقد لويس أن الثورات العربية قد تنجح و تؤدي إلى إنشاء مجتمعات عربية منفتحة و متسامحة و شبه ديمقراطية لكنها لن ترقى إلى مستوى الديمقراطيات الغربية لا سيما في ظل المخاوف من أن تؤدي الانتخابات التي تتوالى تباعًا في دول عربية عدة إلى سيطرة الأصوليين الإسلاميين، خاصة إذا أجريت تلك الانتخابات على عجل. لكنه يرى في الإسلام المعتدل الذي تنتهجه تركيا الآن تجربة جديرة بالاحتذاء، ويبدي استغرابه من تجاهل العرب لتلك التجربة. وفي إلقائه الضوء على تلك التجربة وعوامل نجاحها، يقول لويس أن عوامل كثيرة ساعدت على نجاحها من أهمها أن الغالبية العظمى من الشعب التركي مسلمون، وأن وجود الديمقراطية في تركيا منذ قرابة 50 عامًا – مع بعض الصعوبات- كان عاملًا آخر. مضيفًا أن تركيا كانت أول دولة إسلامية تؤسس وتحافظ على تلك الديمقراطية، وإنها كانت أيضًا الدولة الاولى التي تمكن زعيم حزبها الإسلامي، نجم الدين أربكان، أن يصبح رئيس وزراء بالانتخاب وبوسائل دستورية. وأنه رغم الإطاحة به من فبل العسكر، إلا أن رئيس بلدية اسطنبول السابق رجب طيب أردوجان استطاع أن يكمل ما بدأه أربكان عندما نجح حزب التنمية والعدالة في الوصول إلى الحكم أيضًا عن طريق صناديق الانتخابات. ونظرة لويس لحزب التنمية والعدالة أنه ليس حزب إسلامي (معتدل) بمعنى الكلمة، فهو يضم مجموعة من المتطرفين الذين يعبرون في تصريحاتهم ومواقفهم عن اللاسامية، وكراهيتهم للغرب، وللمسيحيين والليبرالية، وأن البعض منهم لا يخفي علاقته بأكثر الساسة تطرفًا في إيران والدول العربية. لكنه يتدارك ذلك من جهة أن هنالك أيضًا متطرفون في إسرائيل ودول الغرب، ويرى أن التقارب الإسرائيلي – التركي يصب في مصلحة السلام في المنطقة، وأن العلاقات الإسرائيلية – التركية لابد وأن تعود إلى ما كانت عليه. الواقع العربي الجديد يعتبر لويس أن الديكتاتوريات العربية نجحت في توظيف التراث والفكر والقومية والعادات لخدمة مصلحتها ومصلحة أنظمتها،وأن تلك الديكتاتوريات ترفض تحقيق السلام من خلال تأجيج الصراعات والنزاعات «لتبرير وجودها، وأنه كي يتحقق السلام في المنطقة - الذي يعني بالنسبة له السلام مع إسرائيل -فإن ذلك يتطلب استبدال تلك الديكتاتوريات بأنظمة ديمقراطية. ويتنبأ في ذات الوقت بأن الانتخابات التي تجري في ظل ثورات الربيع العربي ستؤدي إلى سيطرة الإسلاميين على الحكم – وهو ما حدث فعلًا حتى الآن- لكنه يرى أن ذلك لا يعني بالضرورة القضاء على الديمقراطية في حال احترام الأحزاب الإسلامية مبادئ الديمقراطية و قيمها، وهو يرى أيضًا أن المرأة العربية ستلعب دورًا أكبر في الحقبة القادمة على صعيد المساهمة بشكل أفضل في بناء النهضة العربية، وأن مصلحة العرب تظل مع ذلك مرهونة بتحقيق أجواء السلام والاستقرار في المنطقة وتحقيق المزيد من التعاون مع إسرائبل التي بوسعها دعم تقدمهم وازدهارهم من خلال تصديرها التقنية الحديثة لهم والتعاون الاقتصادي معهم على حد زعمه، وأنه يتطلب من العرب الاستفادة من أخطائهم، وأولها أن السلام الحقيقي لا يمكن أن يتحقق إلا في أجواء الديمقراطية، وأنه لابد للعرب من تقبل الغرب ليتطوروا ويتمدنوا. ويرى لويس أيضًا أن الخطاب الإعلامي العربي في الماضي اعتبر الشعر الوسيلة الإعلامية الأساس، حيث استخدمه الحاكم كأداة لتثبيت حكمه، إضافة إلى استخدامه لخدمة مصالح القبيلة. لكن لم يعد الأمر كذلك الآن بعد أن أصبح المواطن العربي قادرًا على الأخذ بأساليب التكنولوجيا الغربية الحديثة و ما تتضمنه من وسائل إعلام كالتلفزيون و الهاتف المحمول و الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي التي انتشرت بشكل ملفت، حيث أصبح بإمكان أي شخص تلقي ونشر ما يوده من أخبار و أفكار ومبادئ و أن يختار بحرية المعلومات التي يريد أن تصله بفضل اختياره للقناة التي يفضلها من خلال تلك القنوات المتعددة التي أصبحت في متناوله، مضيفًا أن وسائل التواصل الاجتماعي تلك لعبت دورًا كبيرًا في تحريك ثورات الربيع العربي.ويلاحظ لويس أن أهم ما يميز المرحلة الجديدة التي يتأهب العرب للعبور إليها تراجع التدخلات العسكرية والسياسية للغرب، وأن ذلك يسير بالتوازي مع تنامي أثر العلم والثقافة والتكنولوجيا في تلك المنطقة وغيرها من المناطق التي لا تنتمي إلى الغرب. لكن لويس يلاحظ في المقابل أن المنطقة مرشحة في هذه الفترة الانتقالية التي تمر بها إلى مزيد من الاضطرابات التي بدأت إرهاصاتها الأولى مع الاحتلال الأمريكي للعراق الذي قسم العراق بالفعل إلى عدد من الدويلات الطائفية والمذهبية وترك ورائه حرب طائفية خفية، وأن عدم استقرار ليبيا الآن ينبئ بكارثة يزيد من وطأتها عدم تدخل الدول الغربية أو العربية في سوريا وارتفاع عدد القتلى بما يمكن أن يؤدي إلى حرب أهلية وفتن طائفية، كما أن انفصال السودان إلى دولتين يعتبر – في رأيه - أمر محير، وأن ما يمكن أن يزيد الطين بلة زيادة موجة الإرهاب. يقول لويس في الفصل الرئيس من كتابه «نهاية التاريخ الحديث في الشرق الأوسط» تحت نفس العنوان أن السياسة الخارجية الأمريكية ظلت طيلة وجود الاتحاد السوفيتي كقوة عظمى في فترة ما كان يسمى «الحرب الباردة» تعتمد على الوجود الأمريكي في المنطقة للتعامل مع المواجهة العالمية، لكن تفكك الاتحاد السوفيتي أنهى تلك المواجهة لتصبح تلك الإستراتجية غير ضرورية. لكن لم تحل محلها إستراتيجية بديلة حتى الآن بالرغم مما أفرزه الواقع الجديد من بذور مواجهات محتملة – حدث بعضها في عقد التسعينيات - في ضوء الحقيقة بأن تفكك الاتحاد السوفيتي أدى إلى ظهور 8 جمهوريات جديدة تعتبر ضمن الشرق الأوسط التاريخي، اثنان من هذه الجمهوريات مسيحيتان (جورجيا وأرمينيا)، فيما الجمهوريات الست الأخرى (أذربيجان- كازخستان – قيرجيزستان – تركمستان – أوزبكستان – وطاجيكستان) إسلامية. فإذا وضعنا في الاعتبار أن تلك الكيانات الجديدة ترتبط لغة وثقافة وحضارة بالمنطقة (طاجيستان تتحدث الفارسية، فيما تتحدث الدول الخمس الأخرى لغات لها صلة باللغة التركية) لأدركنا أهمية هذا المتغير الجديد والحاجة إلى الإستراتيجية الجديدة، لا سيما في ظل الاهتمام المتزايد الذي تبديه تركيا وإيران وأفغانستان بعلاقاتهم مع تلك الدول الإسلامية الجديدة، إلى جانب ما يولونه من اهتمام بالشعوب الإسلامية التي تعيش داخل حدود جمهورية روسيا الاتحادية كالتتار والبشكير والشيشان والقوقاز وغيرها، وصولًا إلى مسلمي الصين (الأوغور) الذين يتحدثون التركية. في رؤيته إلى آفاق المستقبل بالنسبة للعرب في الحقبة الجديدة، يرى لويس أن الصراع العربي- الإسرائيلي لن يكون العامل الرئيس لاندلاع حروب جديدة في الشرق الأوسط. قثمة حروب أخرى اندلعت في المنطقة دون أن تلفت انتباه العالم، بالرغم من أنها استغرقت فترة أطول وتسببت في دمار أكبر، مضيفًا أن الحرب الثورية (على نحو ما حدث في ليبيا ويحدث الآن في سوريا) ليست التهديد الوحيد، فهنالك خطر النزاعات التي تعود في أسبابها إلى الإدعاءات بملكية أراض انتزعت وضمت إلى الغير. ويضرب مثالًا على ذلك لواء الاسكندرون الذي انتزعته تركيا من سوريا وضمته إليها.، ويضيف أن الفتن والطائفية ستكون من أكبر مسببات الحروب الجديدة. ويخلص إلى أن الخطر الأكبر الذي يهدد دول الشرق الأوسط في الحقبة الجديدة ليس النزاع بينها، وإنما النزاع داخل كل دولة على حدة. تحديات أمام إسرائيل يعتقد لويس أن إسرائيل ليست بعيدة عن ربيع الثورات العربية، وأنها رغم تطبيقها للنموذج الأوروبي الديمقراطي في الحكم (أحزاب اليمين واليسار والوسط)، وهو النظام الأكثر ملائمة لإسرائيل في نظره، وليس النظام الأمريكي، إلا أنه أصبح من الواضح أنها تقترب بشكل متسارع للتحول إلى النموذج الأمريكي بما يعني إضعاف الوسط، على حساب تنامي التيار اليميني المتشدد، وهو ما لا يعني بالضرورة زيادة احتمال نشوب حروب جديدة بينها وبين جيرانها، إذ أن الاحتمال الأكبر أن يزيد من حدة التوترات والنزاعات الداخلية في إسرائيل نفسها، إلى جانب أن توجه إسرائيل نحو المزيد من التطرف يضع عراقيل أمام بناء علاقات تعاون مع جيرانها العرب. ويعتبر لويس أن هنالك تحد آخر لا يقل صعوبة، وهو أن استمرار إسرائيل في احتلال الأراضي العربية لم يعد في مصلحتها، وأنه لابد من إنهاء هذا الاحتلال لعدة أسباب أولها أن تكلفته باهظة بالنسبة لها، وأنه يتعارض مع الإرادة الدولية، ويتعارض أيضًا مع القيم والمبادئ اليهودية التي ترفع شعاراتها أمام المجتمع الدولي حسب قوله، مضيفًا أنه لم يعد في استطاعة إسرائيل إقناع العالم بأنها دولة احتلال ودولة تحافظ على القيم اليهودية في آن. حتمية السلام في تحليله للنزاع الإسرائيلي الفلسطيني الذي طال كثيرًا دون أن يحسم، يتوصل لويس إلى أنه لابد وأن يسود السلام بين الجانبين أن عاجلًا أو آجلًا. فرغم أن إسرائيل واحدة من أكثر دول العالم تقدمًا في مجال التسليح والتدريب، إلا أن الانتفاضة الفلسطينية أثبتت أن السلاح وحده لا يكفي لتحقيق النصر وفرض الهيمنة، كما أن الفلسطينيين توصلوا في المقابل إلى النتيجة بأن الكفاح المسلح فشل في إنهاء الاحتلال، بمعنى أنه لا بد من تحقيق السلام لإنهاء هذا النزاع، وأن التوصل إلى السلام مع الفلسطينيين من شأنه أن يزلل العقبات أمام بناء جسور الثقة بين العرب وإسرائيل. واعتبر أن على الفلسطينيين أن يعترفوا بأخطائهم الثلاثة المميتة التي تسببت في تأخر تحقيق الاستقلال، محملًا القادة الفلسطينيين مسؤولية تلك الأخطاء التي جاء أولها، حسب رأيه، وقوف الحاج أمين الحسيني مع دول المحور ضد الحلفاء. فيما يتمثل الخطأ الثاني في التحالف مع الاتحاد السوفيتي خلال فترة الحرب الباردة، ثم في وقوفهم إلى جانب صدام حسين في غزوه للكويت عام 1990، وأنه من الطبيعي، والأمر هكذا، أن تتخذ أوروبا والولاياتالمتحدة موقفًا غير متعاطف مع الفلسطينيين. واعتبر لويس أن خسارة منظمة التحرير الفلسطينية لروسيا - كحليف داعم ومساند لها طيلة فترة الحرب الباردة - جعلها تفقد قوة دعم كبيرة بعد تفكك الاتحاد السوفيتي، فيما ظلت إسرائيل تحظى بدعم الحليف الآخر الأقوى (الولاياتالمتحدة)، وتكسب ود وصداقة روسيا في ذات الوقت. يعتبر لويس أن المرأة هي العامل الأكبر المعول عليه في عبور العرب نحو المرحلة القادمة بسلام وتحقيق التقدم والرخاء المنشود. ويرى لويس أن تهميش دور المرأة في المجتمعات العربية له أسباب عدة، وأن المرأة تتحمل قدرًا كبيرًا من هذه المسؤولية كون أن بعض النساء يؤمن أنهن لا ينبغي أن يتمتعن بالحقوق التي يتمتع بها الرجال، ليس ذلك فحسب، بل هن يفخرن بذلك، فيما أن البعض الآخر يجهلن أن للرجال والنساء نفس الحقوق في العديد من دول العالم, لكنه يضيف بأن هنالك أعدادًا متزايدة من النساء أصبحن على وعي بأن لهن حقوقًا ينبغي أن تصان وتحترم. ا الكتاب: هذا الكتاب صدر في مايو من العام الماضي عن مطبوعات معهد هوفر التابع لجامعة ستاتفورد (كاليفورنيا)، ويقع في 179 صفحة يتضمن تقديما، وشكرا، ومقدمة، ورؤية تاريخية كتبها فؤاد عجمي (عبارة عن مديح للمؤلف)، وأربعة فصول هي: - نهاية التاريخ الحديث في الشرق الأوسط – الدعاية في الشرق الأوسط- إيران: هامان وسيروس(قورش) – اللاسامية الجديدة, وذلك إضافة إلى نبذة عن المؤلف وعن معهد هوفر ومجموعة هربرت وجان دوايت المتخصصة في الشؤون الإسلامية والنظام الدولي. المؤلف: يصف الكاتب الأمريكي السياسي من أصل لبناني فؤاد عجمي برنارد لويس (90 عامًا) الذي يتحدث العربية والعبرية والفارسية بطلاقة أنه أول من تحدث عن صراع الحضارات، وأول من تحدث أيضًا عن أسامة بن لادن وأوضح خطره على العالم بعد أن قرأ عنه في جريدة القدس العربي التي تصدر في لندن. وأوضح عجمي أن برنارد لويس كان ضد الغزو العسكري للعراق، وأنه من المؤيدين لإقامة دولة كردية في شمال العراق. ووصف شخصيته بأنها شخصية متواضعة وتميل إلى الدعابة والتفاؤل، وأنه يكره الكذب والتزوير كرهًا شديدًا، معتبرًا إياه من أبرز مفكري العصر، وأيضًا من أبرز المستشرقين الذين تحدثوا عن الإسلام. كما تحدث عن صداقته بالمؤلف منذ أول لقاء معه في العام 1974 في جامعة برنستون التي درس فيها. ولويس له العديد من الأبحاث والدراسات التي تدرس تاريخ الإسلام وانتشاره في العالم منذ هجرة النبي محمد، صلى الله عليه وسلم، إلى المدينة، مرورا بالدولة العثمانية وحتى عصرنا الحالي حيث يبحث مسار علاقة الإسلام بالغرب المتسمة بالتصادم على حد وصفه.وله عدة مؤلفات تدور كلها حول محور الإسلام كان أحدثها «أزمة الإسلام: الحرب المقدسة والإرهاب المقدس»، ويعتبر كتابه عن الحشاشين «الحشاشون فرقة ثورية في الإسلام»مرجعًا مهمًا في هذه الحركة الإرهابية وتاريخ الفرقة الباطنية ( الإسماعيلية أوالحشاشين) التي أثارت الكثير من الجدل في العصور الوسطى عندما تحالفت تارة مع المسلمين وتارة أخرى مع الصليبيين، إلى جانب اغتيالها للعديد من قادة المسلمين، ومحاولتها اغتيال صلاح الدين الأيوبي أكثر من مرة.