تناقلت الصُّحف في الأيَّام القريبة الماضية خبراً صادماً مفاده إلقاء القبض من قبل وزارة الداخليَّة الكويتيَّة على شاب نشر عبارات تحقِّر الأديان وتسيئ إلى النَّبي الكريم صلى الله عليه وسلم، وأنها بصدد التَّحقيق معه في هذا الموضوع الذي يمس مشاعر المسلمين، ويسيء إلى أشرف الأنبياء والمرسلين وإمام المتقين، الذي أخرج الأمة من دياجيرالظلام إلى أنوار الهداية والإيمان، وتركها على المحجَّة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلَّا هالك. تذكَّرت عند قراءة الخبرالوقائع المشابهة التي حدثت في الأيام الماضية في بعض البلدان، ومنها ما وقع في بلادنا – أرض الحرمين ومثوى الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم – وهو أمر في غاية الخطورة. الحالة – كما يبدو – لم تعد حالة فردية بل تحوَّلت إلى ظاهرة تستلزم وقفة صارمة من جميع الجوانب الأمنيَّة والفكريَّة والتَّعليميَّة، والضَّرب بيد من حديد على كل تسوِّل له نفسه الإساءة إلى ديننا أو التطاول على سيد الخلق نبيِّ الرَّحمة المهداة والنِّعمة المسداة صلوات الله وسلامه عليه. كما يتطلَّب الحال دراسةً علميَّة مستفيضة لأسباب ودوافع هذا الاتجاه ومن يقف وراءه، ومعرفة مايدور في أذهان بعض الشَّباب المغرَّر بهم الذين تنكَّبوا طريق الهدى والإيمان، وأوغلوا السَّير في دروب الشَّيطان. بأبي أنت وأمي يا رسول الله، يا إمام المتَّقين وسيِّد المرسلين وقائد الغرِّ المحجَّلين، يامن وصفك من خلقك واصطفاك لرسالته فقال: "وإنك لعلى خلق عظيم". إنَّ المؤمن الحق ليستشعر النِّعمة الكبرى المتمثلة في الإيمان بالله عزَّ وجل، والاعتزاز بكتابه العظيم، ومحبَّة رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم، وتعظيم سنَّته، والاهتداء بهديه: وممَّا زَادَني شَرَفاً وتَيهاً وكِدْتُ بأخْمُصِي أَطَأُ الثُّريَّا دُخُولي تحتَ قَوْلِكَ يَا عِبَادِي وأَنْ صَيَّرْتَ "أحمدَ" لي نَبِيَّا لقد ذبَّ أرباب البيان وأصحاب القصيد قديماً وحديثاً عن سيد الرُّسل عليه الصَّلاة والسَّلام، ونافحوا أعداء الدَّعوة، وأبانوا لهم عن عظمة رسالتهم، واليوم ما عسى مشاعرهم أن تقول؟ وبماذا سوف تترنَّم قوافيهم في مثل هذه المواقف المؤثِّرة؟ فدىً لَكَ يا رسولَ الله نَفْسِي وأَهْلِي والعَشِيرة والصَّحَابَا فدىً لك أمَّةٌ بِكَ قد تَعَالَتْ على الدُّنْيَا وأَودعَتِ الكِتَابَا أَلَسْتَ المُصْطَفى خَيْرَ البَرَايَا وأَكملهم جَمالاَ وانْتِسَابَا نَبِيُّ اللهِ حبُّكَ في الحَنَايَا كَمَاءِ المُزْنِ يَنْصَبُّ انْصَبابَا وتَنْبَعِثُ القَصَائِد حَانِياتٍ قَوَافِيها وأَدْمُعِها سِكَابَا فهذا أَحمدٌ لا شيءَ يَحْوِي شَمَائِلَهَ بَيَاناً أو خِطَابَا •الأستاذ المشارك بكلية اللغة العربية بالجامعة الإسلامية