تزايد موجة العنف في سوريا مع انتهاء المهلة المحددة لوقف إطلاق النار بموجب خطة السلام التي قدمها المبعوث الدولي كوفي عنان أصاب المجتمع الدولي بصدمة جديدة، حيث كان من المفترض أن تبدأ القوات السورية صباح أمس بتنفيذ وقف إطلاق النار وسحب المظاهر العسكرية من الريف والمدن، إلا أن ما حدث جاء مخيبًا للآمال، إذ عمد الرئيس السوري بشار الأسد إلى المزيد من استخدام العنف ضد المدنيين إلى حد قصف معسكرات اللاجئين خارج الحدود السورية بما أدى إلى قتل وجرح العديد من الضحايا بما في ذلك مواطنين لبنانيين وأتراك، وإلى استخدام كافة أنواع الأسلحة ضد أبناء شعبه بما في ذلك طائرات الميج والدبابات الثقيلة، وذلك بدلاً من احترامه للإطار الزمني لخطة أنان بالتوقف التام عن أعمال العنف دون شروط. هذا السلوك الشائن ليس جديدًا أو مستغربًا على سفاح سوريا، فقد سبق له أن أخل بكافة التعهدات التي صدرت عنه، إلى جانب ضربه بعرض الحائط كافة المبادرات والخطط الصادرة عن الأممالمتحدة والجامعة العربية بما في ذلك خطة عنان الأخيرة التي لفظت أنفاسها مع الشروط الجديدة التي طرحها الأسد عشية انتهاء المهلة. التطور الدراماتيكي الأخير يعني الكثير من الأمور، أولها أن الأسد لا يتمتع بالحد الأدنى من المسؤولية الوطنية والتاريخية والأخلاقية، وأنه يصر على قمع شعبه ومواصلة عمليات العنف والقتل والتدمير ضد مواطنيه ووضع سوريا في أجواء الفوضى بما يوفر الفرصة لاختراق جماعات الإرهاب الخارجية لصفوف الثوار لتغيير مسار الثورة وإخراجها عن إطارها إلى مسارات أخرى تخدم مخططات تلك الجماعات التي يبدو من الواضح أنها تحاول اختطاف الانتفاضة الشعبية. لا شك أن التحرشات الحدودية التي يقوم بها النظام السوري داخل الأراضي التركية والأردنية واللبنانية من شأنها إشعال نار حرب إقليمية إلى جانب الحرب الأهلية التي يعتبر العديد من المراقبين أنها بدأت بالفعل، فهل يعي الأسد خطورة الوضع السوري الراهن الذي يعتبر المسؤول الأول والأخير عنه؟