في الوقت الذي كان العالم يترقب أن تشرع سورية في تنفيذ ما ألزمت به نفسها من وقف أعمال العنف بناء على ما جاء في خطة عنان مبعوث الجامعة العربية والأمم المتحدة صعد النظام الحاكم في دمشق من حملاته ضد الشعب السوري على نحو أصبح معه مستهدفا بقصف طائرات الميج للتجمعات السكانية في شمال سوريا . وإذا كان من المفترض أن تبدأ عملية انسحاب الجيش والأسلحة الثقيلة من المدن السورية اليوم بناء على موافقة النظام السوري على خطة عنان فإن النظام السوري لم يتردد قبل بدء عملية الانسحاب التي كان يتوقعها العالم عن الإعلان الصريح أنه لن يسحب قواته خارج نطاق المدن والتجمعات السكنية في الوقت الذي ادعى فيه أن عنان قد أخطا في فهم قبول دمشق لخطته مدعيا أن المبعوث الدولي لم يقدم لدمشق ضمانات بعدم تدخل قوى عربية لدعم النضال الشعبي في سوريا وتمويلها وتسليحها وهي الأوهام التي تحاول دمشق أن تروج لها لتبرير العنف الذي تمارسه ضد الشعب السوري. لقد تجاوزت دمشق عمليات المراوغة التي كانت تمارسها من قبل إلى وقاحة تخلو من أي دبلوماسية، خير شاهد عليها أن تدعي قبل انتهاء المهلة التي منحت لها بناء على خطة عنان أن عنان لم يفهم قبول دمشق وأن تدعي أن ثمة دعما من دول عربية للمعارضة التي تصر على أن تسميها جماعات إرهابية وتربط موافقتها على خطة عنان بضمانات إيقاف الدعم المزعوم. وإذا كان من المفترض أن تنتهي المهلة اليوم فإن من المؤكد أن دمشق لن تلتزم بها وعلى العالم أن يفكر جديا في إنقاذ الشعب السوري من توحش النظام الحاكم في دمشق.