يقارن التقرير العربي الرابع للتنمية الثقافية بين الأغنية الشعبية العربية خلال عقود والأغنية الشعبية اليوم في نموذجين..الأول أغنية المطرب اللبناني الشعبي فارس كرم المسماة "الأرجيلة" والتي تقول كلماتها: "ريتني تنباك معسل وتحريقيني بأرجيلة" والثاني نموذج شعبان عبدالرحيم الذي وصل به الأمر لأن يغني للحشيش، معبرًا كما في معظم أغانيه عن انحطاط غنائي وتدهور لغوي ربما لم تشهد مصر مثله من قبل. وبعد أن أعلى سيد درويش من مفهوم الغناء الشعبي ليصل به إلى آفاق سامقة جاء شعبان عبدالرحيم بعد سبعين عامًا ليهبط بمفهوم الغناء إلى الدرك الأسفل، وليثير أكثر من تساؤل حول ما جرى للذائقة الغنائية للمصريين وهم الذين قدموا للغناء الشعبي العربي روائع لا يمكن نسيانها. أما في مجال الأغنية العاطفية -يقول التقرير- فقد أصبحت الأغنية مجرد صورة مثيرة مليئة بالإيحاءات الجنسية "فنانات الإغراء" وهو ما أسهم به رجال هذه الصناعة المعروفة بضاعة "الفيديو كليب" أو "فن التعري".. والظاهرة لم ينج منها عالمنا العربي كله، ولكي يقضى عليها تحتاج ذائقتنا إلى هواء نقي، إلى إعلام ينكر الإبداعات المسيئة ويرفض التعامل مع الأعمال القبيحة..!