يعتبر معرض «مدارس وألوان» الذي اختتم مؤخرًا بالمركز السعودي للفنون بجدة واحدًا من المعارض السنوية المميزة التي يقيمها المركز بشكل دائم، حيث أقيم مؤخرًا للمرة التاسعة وافتتحته السيدة مي عبدالله القصبي وشهد مشاركة عدد كبير من الفنانين الرواد والشباب وصل لأكثر من ستين فنانًا وفنانة قدموا العديد من الاتجاهات والأساليب الفنية المختلفة بالإضافة للأعمال المجسّمة. وقد حظي المعرض بمتابعة وإشادة من الجميع، حيث تحدث رئيس جمعية التشكيليين بجده الفنان نهار مرزوق بقوله: المعرض أتاح فرصة طيبة للفنانين التشكيليين من شتى المدارس والاتجاهات في الفن التشكيلي لتبادل الفكر والرأي والخبرة كما فسح المجال للمنافسة الشريفة بين الفنانين وأسهم في صقل الفن التشكيلي المعاصر وتوظيفه في خدمة الإنسان العربي، وهذا هو الهدف من هذا المعرض وهذه التظاهرة التشكيلية والدافع الرئيسي وراء تنظيمها، فالفن التشكيلي وشتى الفنون الإنسانية الأخرى، هي تعبير إنساني عن العالم الذاتي للفنان وعلاقته بعالمه المحيط به، ويعكس مدى تعمقه في فهم موضوعات وشؤون هذا العالم، كما أنه في نفس الوقت له أسلوبه في التفاعل معه والارتقاء به، وتحصينه بالقيم الإنسانية والأخلاقية والإسهام في معالجة مشاكله في سبيل بناء مجتمع إنساني حيوي متمدن، وهذا لا ينطبق على الفن التشكيلي وحده وإنما على جميع الفنون والأنشطة الإبداعية الإنسانية، مما يجعل من الفن التشكيلي وغيره من الفنون تحظى بمكانتها اللائقة وتقدير المجتمع لها. وختم الفنان نهار حديثه بقوله: أجدد الشكر لكل من ساهم في تنظيم هذه المساحة التشكيلية من الإبداع والجمال ولكل من شارك فيها. كما تحدثت الفنانة منى القصبي عن المعرض بقولها: سعدنا بالنجاح الكبير للمعرض وهذا يدل على أهمية المعارض الجماعية التي تشهد مشاركة عدد كبير من الفنانين والفنانات لتبادل الخبرات وكذلك الحضور يكون مميزًا في المعارض الجماعية وسوف نواصل إقامة المعارض المميزة التي تساهم في اثراء الحركة التشكيلية السعودية. وأضاف الفنان الفوتوغرافي عبدالخالق الغامدي: شاركت في هذا المعرض بأحد أعمالي الفنية وهو محاولة للدمج بين ثلاث أنواع من الفنون البصرية وهي التصوير والتشكيل وفن الديجتال أرت بشكل بسيط جدًا بحيث لا يفقد العمل الفوتوغرافي قيمته الأساسية، وأرى أن معرض «مدارس وألوان» هو معرض مميز ومفيد كما أن للمعارض الفنية بشكل عام مردود إيجابي على الساحة الفنية، وأشكر القائمين على المركز السعودي بما قدموه من بصمات بارزة في الحراك الثقافي وخصوصًا الفن التشكيلي وما هذا المعرض إلا واحد من المعارض المميزة التي يقيمها المركز بشكل دائم. أما الفنان محمد الخبتي فقال: لاشك أن المعارض الجماعية مهمة وتتيح المشاركة لأكبر عدد من التشكيليين والتشكيليات ويصبح هناك تنوع ورؤى وأفكار جديدة في الطرح مما يثري الجانب البصري للمتلقي ويعطيه نوعًا من التميز، ولكن يجب عدم طغيان الكم على الكيف، بمعنى أننا نشاهد في الكثير من المعارض زخمًا وكثرة لوحات وأعمال تشكيلية معروضه بكثافة وبشكل غير منظم وعشوائي لكي تعرض لأكبر عدد من الفنانين والفنانات وهذا الأمر قد يؤثر على نجاح المعرض وتقبله، وحقيقة أن المركز السعودي للفنون التشكيلية بجدة يعتبر من أهم المراكز والصالات التشكيليية التي أثرت الساحة التشكيليية المحلية ولقد استعاد توهجه أخيرًا وبقوة بعد انتقاله إلى مقره الجديد ولا ننسى جهود الفنانة منى القصبي مؤسسة المركز والقائمه على شؤونه وما تقدمه للساحة من جهود وخدمات للرقي بالساحة التشكيلية من تنظيم للمعارض وإقامة دورات تشكيلية للصغار والكبار وهذا الأمر أدى إلى بروز أسماء واعدة تشكيليًا من الجنسين من خلال المركز، وكذلك لا ننسى جهود الفنان عبدالعزيز بوبي وما يقدمه من جهود وخبرات في هذا المجال.