استنكر المنشد رأفت جلال ازدياد المنشدين مؤخرًا والذي ازداد بشكل كبير جدًا حيث أصبحوا يشاركون في أكثر الأماكن والمناسبات، داعياً الناس أن يميزوا أولاً بين الشخص الفنان والموهوب وبين الشخص المؤدي فقط، فالشخص الموهوب هو الذي يجيد فن الإنشاد مستعينًا بذلك على الإحساس بالنغم والجرس الموسيقي للحن والزمن الإيقاعي للجملة، فيصبح المنتج الأخير لذلك أداءً رائعًا و ساحرًا يبهر العقول، ويجعل المرء يستمع لما ينشده. أما المؤدي فهو شخص قد يكون صوته جميل، ولكن يفتقر للعديد من المقومات التي تؤهله ليصبح فنانًا كأن يكون مثلاً كثير الخروج عن الإيقاع وقليل التأثر بأبعاد اللحن وأداؤه لا يشفع له فيه سوى صوته الجميل. ونوّه رأفت بقوله: في الحقيقة لا أستطيع إطلاق الأحكام على الإخوة المنشدين جزافًا، لكن ما أستطيع قوله أن جميع المنشدين يشاركون في إظهار الفن الإنشادي للناس قد يصيبون أحيانًا وقد يجانبهم الصواب في ما يقدمون وما يقولون، ولكن يظل توجههم لأداء هذا الفن وإظهاره للناس محل تقدير لهم على ألا يكون المسوغ الرئيس لدخولهم هذا المجال هو المال والشهرة فقط، حيث ستتغير الوجهة كليًا في تلك الحالة وسيصبح إنشادهم خاويًا وفارغًا من القيم لأن كل إناء بما فيه ينضح. موضحًا بأنه يمكن الإطلاق على شخص ما بأنه منشد إذا كانت الرؤية واضحة للشخص "وهي أن يخدم دين الله تعالى وينشر الفضيلة والقيم الحميدة بما يملكه من موهبة الصوت وأن تكون نيته في ذلك خالصة لله تعالى"أستطيع القول بأن هذا الشخص فعلاً ينتمي لعالم الإنشاد الصحيح، ويبقى بعد ذلك بعض المقومات التي تؤهله لتحقيق هذه الرؤية من الموهبة وجمال الصوت وأولاً وقبل كل شيء توفيق الله عزوجل".