اذا كانت المتاحف والمكتبات العامة لا تفتح لزوارها في الإجازة.. فمتى يتم فتحها كي يستفيد منها المواطنون في ايام الاجازات وهي الايام التي من المفترض ان يغير فيها المرء العادات والروتين اليومي؟. وما سبب العزوف عن زيارة المتاحف في الايام العادية؟ هذا هو السؤال الذي طرحته «المدينة» في ظل عدد من الاسئلة الاخرى الحائرة منها عدم وجود متاحف ومكتبات عامة في الكثير من المحافظات وكأن الاثار والكتب العامة باتت حكرا على المدن الكبرى فقط. وهنا عبر مواطنون أكاديميون ومثقفون عن عدم رضاهم عن أوضاع المتاحف والمكتبات العامة في المملكة خاصة في المحافظات الصغيرة. واعتبروا أن مستوى الاهتمام بها مازال دون المأمول ولا يخدم صناعة السياحة في الكثير من المدن وأن بقاءها في مقار مستأجرة غير مجهزة يقتل القيمة التاريخية لما تضمه من آثار نادرة ومخطوطات قيمة. وطالبوا بتغيير آلية العمل في المتاحف والمكتبات العامة بحيث تفتح أبوابها معظم ساعات اليوم خاصة في فترات الإجازات والعطل الرسمية. وقالوا إن الدوام الحكومي لموظفي المتاحف الذي ينتهي عند الثانية والنصف ظهرا يعوق فتح أبوابها مساء كون الموظف مرتبطًا بساعات دوام محددة. واقترحوا وضع آلية تفعل من دورها وتبرز من أهميتها في المجتمع المحلي لكل مدينة ومحافظة من المحافظات. «المدينة» رصدت آراء عدد من المثقفين والأكاديميين من خلال هذا التحقيق. بداية يقول الأديب غازي بن أحمد الفقيه عضو نادي جدة الأدبي وعضو اللجنة الثقافية في محافظة القنفذة إن المتاحف والمكتبات العامة تعد منارة ثقافية في كل منطقة ومحافظة وتعكس حضارة كل منطقة بما لديها من إرث تاريخي وآثار نادرة إلا أنه من الملاحظ أنها مازالت بحاجة إلى مزيد من الاهتمام والتطوير لتشكل معلمًا بارزًا وأرى أن تطور آلية عملها بعيدًا عن فترة الدوام الرسمي لتفتح أبوابها خلال الإجازات والعطل الرسمية ومعظم ساعات اليوم أسوة بما هو معمول به في دول العالم حيث باتت المتاحف والمكتبات مقصدًا لكل زائر وسائح يقصد تلك الدول. ويتفق معه عضو اللجنة الثقافية بالقنفذة عبدالله هبيلي الذي يطالب بتصميم عصري وحديث لمنشآت المتاحف والمكتبات العامة لكي تجذب السائحين وزائري كل محافظة بما تضمه من آثار نادرة كما أن طريقة العرض داخل المتاحف يجب أن تتوفر فيها المهنية العالية مع وجود مختصين ومؤهلين للعمل فيها بما يحقق تكامل العمل فيها في ظل وجود زيارات جماعية لأفراد ومؤسسات ينتظرون التميز ومشاهدة كل جديد. ويضيف عضو اللجنة الثقافية حسن الجفري بالقول إذا ما أردنا تحقيق النجاح في عمل المتاحف والمكتبات العامة فيجب الاستفادة من تجارب دول العالم في هذا المجال ومحاكاة الناجح منها وتطبيقها لدينا ولا شك أن ذلك يتطلب تطوير آليات العمل والاعتراف بأن التخصص مطلب للعمل في مثل هذه المرافق التي ترتبط ارتباطًا مباشرًا بصناعة السياحة ولا شك أن المحافظات الصغيرة تتطلب اعتماد متاحف متخصصة لها تبرز آثارها النادرة بشكل جمالي وعمل مهني يحقق لها الجذب السياحي المتوقع. ويرى محمد المجدوعي عضو اللجنة السياحية بالقنفذة أن بقاء المتاحف والمكتبات في مبانٍ مستأجرة لا يخدم آلية العمل فيها ولا يحقق لها الزخم الإعلامي الذي تنتظره لذا يجب على هيئة السياحة وضع خطة زمنية لاعتماد منشآت ومرافق عصرية للمتاحف وكذا للمكتبات لتطويرها باعتبارها تعكس الجانب الحضاري للمملكة. ويتساءل عبدالرحمن حلواني عضو لجنة التنمية السياحية في القنفذة عن تصريحات نائب رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار للآثار والمتاحف الدكتور علي بن إبراهيم الغبان باعتماد متحف متخصص لمحافظة القنفذة تحت الماء يضم آثار السفينة العثمانية الغارقة في بحر القنفذة منذ مئة عام والتي لها ارتباط مباشر بأحداث الحرب العالمية الأولى ومازال الأهالي ينتظرون تحقيق الوعود التي أطلقها الدكتور الغبان بشأن متحف القنفذة. وأضاف أن المتاحف بحاجة إلى تطوير في آليات عملها من حيث تأهيل وتدريب الشباب الراغب في التخصص في هذا المجال لكي تتحقق المهنية في عملها. وطالب عبدالله باسندوه بأن تتبنى الهيئة العليا للسياحة فتح مجال تخصصي للشباب لتأهيلهم في مجال العمل في المتاحف والمكتبات العامة ووضع مزايا تشجيعية لكي يؤدوا عملهم بما يبرز دورها ويجعلها معلما بارزا في كل منطقة ومحافظة في المملكة. من جانبه قال عبدالعزيز الغامدي احد زوار متحف الدمام ان هناك امورا كثيرة قد تنقص متحف الدمام والمتاحف في السعودية بشكل عام، وهي انها تركز على التراث المحلي، كنت اتمنى ان اشاهد مقتنيات وآثار يعود تاريخها الى ابعد من الجزيرة العربية فعلى سبيل المثال ان اشاهد آثارا فرعونية يتم جلبها لجذب الزوار، وآثارا اغريقية وغيرهما، لكن عندي امل في ان يكون متحف الدمام الاقليمي الجديد الذي سيتم افتتاحه بعد عدة سنوات ان يكون عاليا في مستواه ومقتنياته وآثاره. وعن سبب عزوف المواطنين عن المتاحف أو عدم معرفتهم بتواجدها وعدم الاهتمام بالبحث عنها يقول خالد قمقمجي مدير فرع وزارة التجارة بالمدينةالمنورة عضو لجنة تنمية السياحة في منطقة المدينةالمنورة التابعة لهيئة السياحة والآثار أن المتاحف وما تحمله من أثر قيم ثقافة لا نحملها فنحن لم نترب على هذه الثقافة، ففي ثقافة العامة هي لا تجوز وبدعة ومنكر بالرغم من أنها تمثل تاريخ شعوب قديمة والله عز وجل استخدم القصص في التخاطب مع رسوله الكريم فذكر معارك قصص تاريخية كقصة موسى عليه السلام وغيرها من القصص ممثلة في زمننا الحالي بالآثار الموجودة في المتاحف فلابد من زرع هذه الثقافة في اللبنة الأولى من الأطفال الصغار سواءً من قبل المدرسة أو المنزل بتوضيح أهمية هذه الآثار وأهمية الحفاظ عليها، بالإضافة إلى إمكانية استخدامها كوسيلة تعليمية في شرح التاريخ الإسلامي وتاريخ المملكة وهي أولا وأخيرا دلائل ينقض بها التشكيك. وعن إغلاق المتاحف يوم الجمعة يقول هو ليس بعذر يمنع الناس من زيارتها فهي تعمل باقي أيام الأسبوع وعلى فترتين، مؤكدا أن هيئة السياحة توليها اهتماما كبيرا وهي بصدد تطوير جميع المتاحف في خطة يجري العمل عليها. ويضيف القمقمجي: الأمير سلطان بن سلمان قام مؤخرا بزيارة لبعض المتاحف في العلا وسيكون هناك زيارة أخرى في القريب العاجل للوقوف على متطلباتها مؤكدا أن المملكة ممثلة في هيئة السياحة والآثار تعي تماما قيمة هذه المتاحف وتعلم ماهية العوائق التي تواجها وتعمل على حلها. وطالب عدد من اهالي القصيم بفتح متحف بريدة امام الزوار يوم الخميس حتى لو في المساء فقط. وقد انشئ متحف مدينة بريدة بجهود أهالي مدينة بريدة وبالتعاون مع أمانة منطقة القصيم، وتوج الجهود افتتاح صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر بن عبدالعزيز أمير منطقة القصيم للمتحف مساء يوم الاثنين الموافق 20/11/1419ه، ويضم المتحف المكون من دورين عدة أقسام منها التراث الشعبي ودارة الملك عبدالعزيز والمتحف العلمي. وتعد مشاركة دارة الملك عبدالعزيز إضافة كبيرة للمتحف فعند الدخول للمتحف تشاهد سيارة الملك عبدالعزيز رحمة الله (كاديلاك 1951م)، بالإضافة الى عدد من مقتنيات الملك عبدالعزيز كما يعد ركن الدارة همزة وصل بين الباحثين والباحثات والمهتمين والهواة في مجال التراث والتاريخ في المنطقة وخدمات الدارة.