اقتحمت القوات السورية بالدبابات أمس السبت، مدينة سراقب المحاصرة منذ أشهر في محافظة ادلب (شمال غرب)، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان الذي قال إن 14 شخصا قضوا في أعمال عنف في مناطق مختلفة. ووقعت اشتباكات عنيفة ليل الجمعة السبت بين القوات النظامية والجيش السوري الحر في ريف دمشق، كما استمرت التظاهرات الليلية المناهضة للنظام في جمعة «يا دمشق قادمون»، لا سيما في العاصمة وفي مدينة حلب (شمال). وقال عضو المكتب الاعلامي لمجلس قيادة الثورة في ادلب نور الدين العبدو ان «26 دبابة دخلت مدينة سراقب من الطرف الغربي وتمركزت فيها بشكل قسم المدينة الى قسمين». واضاف في اتصال عبر «سكايب» ان «الجيش بدأ حملة تمشيط واعتقالات»، مشيرا الى «سماع اصوات انفجارات في المدينة، بينما لا يجرؤ احد على الخروج من منزله». واوضح العبدو ان المدينة مطوقة منذ العاشر من شهر يونيو، وان قوات النظام «اقتحمتها من قبل مرات عدة ثم انسحبت منها بعد حملات تمشيط واعتقالات». وقال ردا على سؤال ان الجيش السوري الحر «متواجد بكثافة في المدينة، الا انه ينكفىء لدى اقتحامها ولا يهاجم القوات النظامية تجنبا لايذاء المدنيين والتسبب بالدمار»، مشيرا الى انه ينفذ هجمات على القوات بعد انسحابها. واكد المرصد السوري لحقوق الانسان من جهته اقتحام «القوات العسكرية السورية لاحياء في مدينة سراقب ترافقها اليات عسكرية ثقيلة» وحملة المداهمات والاعتقالات. وافاد في بيان عن مقتل شخص «اثر اصابته باطلاق رصاص» من هذه القوات. من جهة ثانية، ذكر العبدو ان قوات النظام نفذت اليوم (أمس) ايضا «حملة دهم وتفتيش واحراق للمنازل ونهب» في بلدة احسم في جبل الزاوية في ادلب. وقال ان الجيش السوري «انسحب عصر الجمعة من بلدة سرمين، وترك حاجزا كبيرا عند المدخل الشرقي للبلدة». واضاف ان القوات السورية «خلفت وراءها دمارا هائلا» في البلدة الواقعة في محافظة ادلب والتي كانت اقتحمتها الخميس. ووزع المكتب الاعلامي لمجلس قيادة الثورة صورا واشرطة فيديو التقطت الجمعة، وبمعظمها بعد انسحاب القوات السورية من المدينة، تظهر آثار دمار كبير في محلات تجارية وفي ابنية «نتيجة القصف العشوائي». كما شوهدت نار تندلع من قاعة ذكر صوت يعلق على الشريط بانها مكتبة جامع الفردوس في سرمين، الذي تم التقاط صور له وقد لحقت به اضرار بالغة «نتيجة التخريب». وظهرت في اشرطة اخرى جثث قتلى لم تعرف ظروف مقتلهم، وافاد المكتب الاعلامي انهم قضوا في «مجزرة ارتكبتها قوات بشار» الاسد. وكان الجيش السوري بدا ايضا مساء الخميس قصف مدينة بنش، احد معاقل حركة الاحتجاج شرق مدينة ادلب قرب الحدود التركية. وآثار القصف الذعر في صفوف السكان الذين فرار الآلاف منهم. إلى ذلك، قالت مفوضية الاممالمتحدة العليا لشؤون اللاجئين ان عدد اللاجئين الفارين من سوريا زاد خمسة آلاف في الايام القليلة الماضية ليصل إلى 39 ألفا في الوقت الراهن، فيما يعتقد أن هناك مئات الالوف نزحوا داخل سوريا.