يبدو أنه وعلى غرار الأندية الرياضية بدأت عضوية الشرف بالأندية الأدبية تأخذ شكلا جديدا. ويحضر نادي الرياض الأدبي كأكثر الأندية تفعيلا لهذه العضوية التي نصت عليها لائحة الأندية الأدبية الأخيرة. فبعد منحها لوزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز بن محيي الدين خوجة مطلع فبراير الجاري، أعلن رئيس أدبي الرياض الدكتور عبدالله الوشمي في بيان رسمي للنادي أمس موافقة مدير جامعة الملك سعود أ.د عبدالله العثمان على منحه العضوية الشرفية للنادي، لتكون العضوية الشرفية الثانية في تاريخ أدبي الرياض والأندية الأدبية عموما. وجاء في البيان نشره النادي بمناسبة منح العضوية الشرفية الثانية، أن ذلك يأتي تقديراً من أعضاء المجلس لدور مدير الجامعة في إثراء الحركة العلمية والثقافية؛ وامتناناً لدوره في الحراك الذي يشهده النادي الأدبي بالرياض ودعمه ورعاية مناشطه وفعالياته. وأضاف الوشمي: أن القرار جاء في إطار تفعيل مواد لائحة الأندية الأدبية، واستناداً إلى المواد: السادسة، والسابعة، والعاشرة، التي تحدّد أنواع العضوية وآلية منحها والحقوق والواجبات. من جهته يرى محمد زايد الألمعي أن الأندية الأدبية مؤسسات يفترض أنها مستقلة، ومن حقها تماما أن تمنح العضوية الشرفية لمن تشاء. وأضاف: أن الجهل الإداري هو ما دمر الأندية الأدبية، ومن ذلك الجهل أن يستشير رؤساء الأندية الوزارة في كل كبيرة وصغيرة رغم أن هذا التصرف غير مطلوب رسميا أو إداريا من رئيس النادي. وإذا كان أدبي الرياض هو الوحيد تقريبا الذي أبدى اهتماما بهذه العضوية وبادر لتفعيلها وسط صمت خجول لبقية الأندية عنها، فإن المراقبين يتساءلون عن ماهية وجدوى هذه العضوية، ولا يترددون في إعلان تخوفات من تأثير سلبي لها، ويؤكد زايد في هذا السياق: أنه ما دام للنادي جمعية عمومية ومجلس إدارة، فهو هيئة تتحرك بشكل مستقل، ومن حق هذه الهيئة أن تمنح أي أنواع العضوية لمن تراه مناسبا. وقال زايد في حديثه ل"الوطن" "إنني أثق في نظرة عبدالله الوشمي، وفي آخر الأمر لا بد أن يكون النادي هو المستفيد من هذه العضويات، لكنني لا أثق في الآخرين". وعن مدى إمكانية تأثير الأعضاء الشرفيين في الأندية الأدبية وقراراتها، كما هو الحال مع الأندية الرياضية، أشار إلى أنه احتمال ضعيف ومع هذا يجب أن يضمن النادي حين يمنح أحدا عضوية شرفية عدم تدخله في صناعة القرار أو حتى مجرد التأثير. وأكد أن الأجدر بإعادة النظر فيه الآن هو "العضوية العامة" وقال "بعض الأندية الأدبية لديها ألف عضوية عامة، وهؤلاء سيصبحون مؤثرين في المجلس العمومي وفي مصير النادي ككل"، مضيفا أن على الأندية الأدبية أن تتخفف قدر الإمكان من هذا الترهل في إداراتها وعضوياتها. كما يرى محمد زايد أن الواجب اليوم هو إيجاد معايير تضبط المسألة. وقال: هناك من ينافس على إدارة الأندية الأدبية ورئاستها دون أن يشعر بأي خجل كونه دخيلا على الثقافة والأدب أصلا، متسائلا عن صفة المنتمي للنادي الأدبي، كيف هي في الواقع، وكيف يفترض بها أن تكون؟. من جهته اتفق حسين بافقيه مع ما ذهب إليه محمد زايد حول العضوية الشرفية في الأندية الأدبية، معتبرا الخطوة التي قام بها أدبي الرياض، خطوة ذكية وستفيد النادي ومشاريعه المستقبلية. وقال بافقيه في حديثه ل"الوطن": إن هناك مشروعا بين النادي الأدبي وجامعة الملك سعود هو كرسي الأدب السعودي، ولعل هذه العضوية الشرفية التي منحت لمدير الجامعة تأتي نتيجة لذلك التعاون بين المؤسستين. وأضاف بافقيه، أنه مع هذا النوع من العضويات طالما أنه يخدم النادي دون قيد أو شرط، مشيرا إلى أن الأندية الأدبية في حاجة ماسة لمثل هذه الأدوار "حتى لا تصبح جزءا من إدارات الوزارة". وأكد أن مثل هذه المبادرات من شأنها أن تقرب المجتمع من الأندية وتصافح المؤسسات الخاصة والحكومية الأخرى، والبنوك والتجار. وأضاف بافقيه: أن دعم المسؤولين الكبار والتجار للأندية شراكة ضرورية بين المجتمع والمؤسسة لدعم الأدب والثقافة ومن شروط الانفتاح الثقافي على المجتمع، الذي يعني بالضرورة دعم الإنسان والوطن. وتساءل: لولا دعم "مؤسسة الشربتلي" الخيرية لنادي جدة الأدبي، ماذا سيكون حاله اليوم؟ وشدد بافقيه على أن يكون الدعم اللوجستي أو المادي، أو حتى المعنوي من قبل أعضاء الشرف، دون مقابل من أي نوع، واصفا ما قام به أدبي الرياض برئاسة الدكتور الوشمي مؤخرا من منح العضوية الشرفية لمدير جامعة الملك سعود ب"الخطوة الذكية".