منذ عدة أسابيع وأنا أتابع إغلاق سوق الأسهم السعودي ، وأشاهد الارتفاع السريع لقيمة التداولات اليومية ، وارتفاع قيمة بعض الأسهم التي كانت في القاع ، ليس لي نية لدخول معترك الأسهم ، فلا يلدغ مؤمن من جحر مرتين ، وتكفينا اللدغة الأولى ، التي قشت كل شئ ، وتركتنا صغار المضاربين على ( البلاط ) ، وهناك من (لذعت فيوزه ) من قوتها . الآن وبعد عدة سنوات من الانهيار السابق، يبدو أن صناع السوق و هواميره ، أرادوا أن يعيد التاريخ نفسه ، وذلك بعد وصول أسعار العقار إلى مبالغ فلكية ، تتعدى طاقة المواطن البسيط حتى لو اقترض، كما انه وعلى حساباتهم ،يكون جميع من اقترض للدخول في الأسهم قبل الانهيار السابق ،قد أنهى قرضه ،أو سدد أكثر من النصف ، مما يجعله مطمعاً لهم . ولا زالت هيئة سوق المال ، على سابق عهدها ، تتعامل مع المتلاعبين كتعامل الأخ الكبير مع الأخ الصغير ،فتأخذهم بالرفق واللين و ( عيب لا عاد تعودها ) ، وحتى الغرامات التي تفرضها عليهم ليست بشيء ، مقابل ما حصلوا عليه من جيوب صغار المضاربين الذين ( مع الخيل يا شقرا ) ، والذين من ( قرادتهم ) لا يستفيدون من هذه الغرامات التي من المفترض أن تعود للمتضررين منهم ، يعني ( بقريح ) . وهنا لابد من تحذير أحبابي ، الذين لازال يلاحقهم حلم التعويض ، أو ممن يحلم بالثراء السريع ، فهناك من يجيد العزف على هذه الأوتار ، كما أنبههم الى عدم الثقة الزائدة بقدرتهم على المضاربة بالأسهم ، بدعوى أننا تعلمنا من الصفعة الأولى أو أننا استفدنا من أخطاء غيرنا ، وبأننا سنكون على حذر شديد ، فإن كان ولابد من الدخول ، فتوكل على الله، وأيقن أن الرزق بيد الله ، ودبل ( رصات أديترك ) ، وضارب بمبلغ زائد عن الحاجة بحيث لا تقترض أو تبيع عقارك إن كنت صاحب عقار ، ولا ( تدرعم مطفي النور ) بل انتبه للمؤشرات ، وقم بدراسة الشركات المراد المضاربة بأسهمها ، وإذا سمعت المحلل الاقتصادي يقول إن المؤشر متجه إلى قمم فاعلم أن نهايتك هي ( الرجل المشنوق ) ، والحذر من أن تكون لعبة بيد هوامير السوق يفرحونك بهللات ويأخذون منك ريالات ، وتذكر فوات الربح ولا الخسارة . يبقى سوق الأسهم كالبحر ، فحتى السباح الماهر لا يأمن الغرق ، وصدق محروس الهاجري عندما صدح (غدار أعرفك يا بحر ضحكة أمواجك تسل السيوف وتطعن بالظهر ).