أكد متعاملون في سوق الاسهم السعودية أن اقتصاد المملكة نجح وبكل قوة في تخطي تأثيرات الازمة المالية العالمية،وذلك عطفا على كمّ المشاريع التنموية والبني التحتية التي تعكس قوة هذا الاقتصاد. ولفت متعاملون ومحللون إلى ان تلك القوة لم تظهر آثارها على سوق الاسهم التي يعيش حالة من التذبذب، وعدم الاستقرار، مشيرين إلى ان هناك تأثيرا من كبار الهوامير على مؤشر حركة السوق سواء هبوطا او ارتفاعا، دون التأثر ايجابا بقوة الاقتصاد المحلي. ويؤكد المستثمر عبدالهادي اسماعيل ان سوق الاسهم السعودي لايزال محيّرا لكل المتابعين بل انه كان ولايزال مخالفا لتوقعات الخبراء والمحللين ولايتأثر بايجابيات الاقتصاد المحلي ولا حتى باسعار النفط كما هو الحال لبقية الاسواق العالمية.وارجع الاسباب خلف ذلك الى القرارات التصحيحية لهيئة السوق المالية واعتبرها قرارات مؤثرة ساهمت الى حد كبير في تراجع السوق وخروج المستثمرين منه..وقال قبل تلك القرارات كان غالبية الشباب العاطلين عن العمل يعملون في السوق ويحققون مكاسب تساعدهم على تعويض الوظيفة ولكن عقب تلك القرارات التي شهدها السوق مؤخرا الجميع غادر السوق وهو ما ساهم في زيادة البطالة لدينا. وشدد اسماعيل على اهمية مراقبة السوق وحماية صغار المستثمرين مما يقوم به الكبار في السوق من مخالفات وتجاوزات لاتخدم أيا منهم بأي حال من الاحوال، وقال: بعض هوامير السوق يرتكبون مخالفات يدفع ثمنها الصغار من المستثمرين وتقوم هيئة السوق المالية بمعاقبتهم بفرض غرامات مالية ومثل هذه المخالفات ارتكبت كثيرا وقامت الهيئة المالية بتغريمهم ولكنها لم تكن منصفة فقد ذهبت تلك الغرامات لحساب الهيئة بالرغم من ان الهيئة لم تتضرر من مخالفة الهامور في السوق وانما صغار المستثمرين هم الذين تضرروا، وبالتالي كان جديرا بالهيئة ان تضع قيمة المخالفة في حساب المستثمرين الصغار المتضررين في مقابل ماتعرضوا له اما ان تضع قيمة الغرامة في حسابها فهذا مالم نفهمه حتى هذه اللحظة. قيمة الغرامة للمتضررين اما المستثمر عبدالرحمن تركستاني فقد أكد من جهته ان المؤشر يسير وفق توجهات كبار السوق وليس وفق ما ينتجه الاقتصاد المحلي من ايجابيات.. وأشار الى ان الوضع المتردي للسوق يعود الى مايقوم به الهوامير في السوق فهناك هوامير يعملون باستمرار على ضغط الاسعار والنزول بها ليقوموا بالشراء لانفسهم من خلال عدة محافظ وبعد ذلك يصبح المستثمر الصغير والمستثمر الفرد هو الضحية.وقال مثل هؤلاء معروفون لدى الهيئة ولكنها لاتقوم بتغريمهم الا عند المكسب اما عند الخسارة فليس هناك اي تغريم يحاسبهم على ماقاموا به بالرغم من ان لديهم عدة محافظ ويقومون بالشراء لانفسهم بسعر ارخص. وأبدى تركستاني استغرابه مما يشهده السوق صباح كل يوم لاسهم بعض الشركات الكبيرة وقال ثلاث شركات تبدأ مع افتتاح السوق بتنزيل الاسعار الى ان تنزل اسهمنا وقبل نهاية التداول يرفع احدهم السعر لنصبح نحن الضحايا. غياب الشفافية وشدد المستثمر ابو ليان فضل عدم ذكر اسمه على اهمية المعلومات ومعرفة نتائج الشركات والاعلان عن مشروعاتها..وقال: عندما يكون المتداول ملمًّا بمثل هذه المعلومات فان السوق سيكون في وضع افضل وهنا حمّل هيئة السوق المالية مسؤولية حجب المعلومة وعدم الشفافية حول كل مايتعلق بالسوق والشركات المدرجة فيه..وتابع يقول ايضا: المحللون في القنوات الفضائية في كثير من الاحايين يعملون لانفسهم وليس من اجل السوق وهذا امر لابد لهيئة السوق من الوقوف امامه والعمل على معالجته فهناك مستثمرون في السوق يتخذون قرارات البيع والشراء بناء على التحليلات لذلك ارجع وأقول بأن السوق لدينا لايزال يعاني من عدة مشاكل وسلبيات تظل بحاجة للعلاج. نتهاء مرحلة الجمود من جانبه ارجع حبيب التريكي احد المختصين في السوق المالي حالة التناقضات التي يعيشها مؤشر السوق السعودي الى ارتفاع المؤشر الاخير من 4100 نقطة الى 6200 نقطة في مارس 2009 والذي دفع بغالبية المتداولين الى البيع والخروج من السوق ظنا منهم ان وصول المؤشر الى 6200 نقطة هو آخر ارتفاع.. وأعطى مثالا على ذلك بالقول ماذا لو ان لديك قلما وتم بيعه بالمضاربة؟ ووصل سعره 500 ريال هل من قام بالشراء سيبيعه بنفس السعر، في كل الاحوال لن يستطيع لذلك على كل الذين يترقبون عودة الاسعار الى ماوصلت اليه قبل الانهيار ان يكونوا اكثر واقعية وان يسألوا عن سبب الارتفاعات التي اوصلت المؤشر الى درجة الانفجار بدلا من سؤالهم عن الانهيار. وشبه التريكي ذلك الاندفاع بالدخول لمعركة من اجل الغنائم وبعد الحصول على الغنائم غادر الجميع ساحة المعركة ومثل هذا حدث في سوق الاسهم حيث قام غالبية المتداولين ببيع كل مالديهم من اسهم وهو ما أدى الى تراجع المؤشر واستمرار حالة التذبذب دون تلك المستويات. مشيرا الى ان الاسعار حاليا ليست مغرية لتدفع الناس لدخول السوق من جديد خاصة وان المستثمر اصبح طماعا وفي نفس الوقت يخاف الدخول لذلك فان غالبية من غادر السوق هم الان بانتظار شيئ من محفزات الدخول للسوق مرة أخرى ومثل هذا لايأتي الا من خلال قرارات مؤثرة تصدر حول اي من الاسواق الاخرى كالعقار وغيرها لتكون كفيلة بعودة المستثمرين لسوق الاسهم .. وتوقع الاقتصادي حبيب التريكي انتهاء مرحلة الجمود التي يعيشها السوق قريبا تذبذب المؤشر و قرارات التصحيح .