لكل أسلوب من أساليب الفنون العالمية سمات يتفرد بها عن غيره من أنماط الفنون الأخرى، على نحو يجعل من فكرة التعرف عليه، والاهتداء إلى مفرداته أمرًا يسيرًا، متى ما كنت هذه المفردات آخذة بكل أسباب الإجادة والإبداع.. وكغيره من أساليب الفنون في العالم، يبرز الفن الإسلامي المعاصر بعناصر متفردة، وسمات دالة عليه بوضوح لا لبس فيه، معرفة السياق الحضاري الإسلامي عبر نافذة الفنون.. التي لم تعد ترفًا أو وسيلة لإزجاء الوقت بقدر ما أصبح عنصرًا مهمًا في ساحة التفاعل الثقافي والحضاري بين الأمم.. ولهذا لم يكن غريبًا أن تولي وزارة الثقافة والإعلام ممثلة في وكالة الشؤون الثقافية عنايتها بأمر الفنون الإسلامية، عبر فتح نافذة التنافس للتشكيليين في مسابقة "الفن الإسلامي المعاصر"، هذه المسابقة التي تهدف في مجملها إلى المحافظة على تراث الفن الإسلامي، وعلى الهوية الثقافية والبعد عن التغريب في الفن المعاصر، كما تهدف أيضًا إلى إثراء الفنون البصرية وتقديم أعمال مبتكرة من خلال قراءة جديدة لتراث الفن الإسلامي، مع الاستفادة مما هو متاح من وسائط وخامات للانطلاق نحو آفاق جديدة في الطرح. وإتاحة الفرصة للفنانين من الجنسين لعرض تجاربهم في الفن الإسلامي المعاصر. وإيجاد جو تنافسي بينهم وتبادل التجارب والخبرات في الفن الإسلامي المعاصر. وفي ضوء هذه الأهداف جاء التنافس كبيرًا بين الفنانين، الذين بلغ عددهم 128 فنانًا وفنانة ، قدموا ما يقارب 322 عملا تشكيليًا تم من بينها قبول 75 عملا تشكيليًا قدمت في المعرض الذي احتضنه عبدالله القصبي بالمركز السعودي للفنون التشكيلية في جدة مؤخرًا، وعرضت الأعمال على لجنة التحكيم المتألفة من الدكتور صالح الزايد والفنان عبدالله المرزوق والفنان عبدالله الدبيخي، حيث جاءت النتائج على النحو التالي:جائزتا اقتناء قيمة كل منهما عشرة آلاف ريال، فاز بهما كل من أمل باقر النمر عن عملها "تكوين"، ومحمد إبراهيم الرباط عن عمله "قروية"، ونالت كل من أمل حسين فلمبان عن عملها "ليالي رمضان"، ويوسف عبدالقادر إبراهيم عن عمله "تكوين" جائزتي اقتناء قيمة كل منهما ثمانية آلاف ريال. وحصل على جائزتي اقتناء قيمة كل منها سبعة آلاف ريال كل من مشاعل عبدالعزيز الكليب عن عملها "روحاني"، وعبده أحمد ياسين عن عمله "رسالة"، وفاز بجوائز اقتناء قيمة كل منها خمسة آلاف ريال كل من إيمان محمد الجشي عن عملها "تكوين"، ومحمد عبدالله الغامدي عن عمله "تكوين"، وعبده فايز الشهري عن عمله "تكوين"، ومساعد أحمد حليس عن عمله "تكوين"، وجاسم حسن الضامن عن عمله "تكوين"، وعبدالعزيز محمد الناجم عن عمله "رموز السلام"، وفيصل خالد الخديدي عن عمله "نورانيات"، وهدى عبدالله القحطاني عن عملها "مجسم البقاء"، وفتحي عبدالله العيسى عن عمله "مسجد"، وأحمد محمد عسيري عن عمله "المسجد". ومنحت لجنة التحكيم جوائزها لكل من هند عبدالرحمن المنصور عن عملها "غرفة حبيبة"، وزمان محمد جاسم عن عمله "شواهد"، وسعد عبدالله القاسم عن عمله "منارة مسجد". وحول هذه المسابقة تحدث بعض الفنانين المشاركين في المعرض، حيث تحدث في البداية الفنان فيصل الخديدي قائلاً: يأتي معرض الفن الإسلامي أحد المسابقات التشكيلية الحديثة التي أطلقتها وكالة الشؤون الثقافية بوزارة الثقافة والإعلام ممثة بإدارة الفنون التشكيلية في دعم الحراك التشكيلي على جميع الأصعدة وهي خطوة جيدة تأتي ضمن خطوات مشكورة في دعم الفنون الحديثة والفنون الاسلامية وجميع المناشط التشكيلية والفنون البصرية والمشاركة في هذا المعرض جمعت العديد من التجارب ذات الخبرة والشابة وهي تظاهرة ثقافية تدعم الحراك التشكيلي المحلي اتمنى لها الدوام والاستمرار والتطوير. اما الفنانه إيمان الجشي فقالت: تعتبر مسابقة الفن الإسلامي المعاصر من أهم المسابقات التي تنظمها وكالة الشؤون الثقافية بوزارة الثقافة والإعلام لما يمثله معرض الفن الإسلامي المعاصر والذي يرتبط بتراث الفنون الاسلامية العريقة من نقلة نوعيه في التجارب التشكيلية المطروحة، فقد كنت حريصة جدًا على المشاركة في هذه المسابقة لما لها من قيمة في إبراز القدرات الفنية وتعكس إبداع الفنانين في الفن الإسلامي وخاصة بعد اتجاهي في الوقت الحالي في تجاربي الأخيرة للأعمال الحروفية والتي هي تابعه للفن الإسلامي.. فعند سماعي لخبر فوزي في هذه المسابقة الهامة شعرت بالبهجة، وشعرت بإحساس رائع إلى الآن، فسعادتي لا توصف لأن فوزي يعتبر انجازًا لي في مسيرتي التشكيلية، وهذا أعظم شعور أحس به، فهذه الجائزة تمثل الشيء الكثير لمشواري الفني القادم مما يجعلني أسعى للارتقاء بفني والبحث الدائم عن الأفضل وكل ذلك بفضل من الله وتوفيقه. كما إن هذه المسابقات لها أهميه بالغة للفنانين للارتقاء بالفن والبحث عن الأفضل والسعي للتميز والإبداع كما أنها تخلق جوًا من من المنافسة الشريفة وهي التي تعرف بالفنان وتصنع له أسمًا في الساحة الفنية ويصبح هدفًا للمشاركات الداخلية والخارجية. كما أن الكثير من المواهب والقدرات بحاجة للرعاية لكي تستطيع الوصول إلى النور والإبداع تمامًا. فشكرنا موصول لحكومتنا الرشيدة ممثلة بوكالة الشؤون الثقافية بوزارة الثقافة والإعلام لما تقوم به من مجهودات جبارة للارتقاء بالفن والفنانين التشكيليين والدائقة الفنية عامة ونوجه شكرا خاصا لكل من ساهم وعمل في هذه المسابقة. وتقول الفنانة أمل فلمبان: أنعم الله عليَّ بالحصول على المركز الثاني مناصفة مع الزميل يوسف ابراهيم من ينبع ومن الملحوظ ان في السنوات الأخيرة اهتمام وزارة الثقافة اهتماما كبيرا في الفن التشكيلي بشكل عام سواء في التشكيل او الخط أو النحت وحتى فن الميديا وهو من الفنون الحديثة وهذا إن دل فهو يدل على وعي الوزارة لأهمية الفن التشكيلي وإبرازه لأنه يعكس فكر وثقافة الفن السعودي وان لدينا فنا يوازي فنون الدول المتقدمة ومثل هذه المسابقات تخلق نوعا من المنافسة الشريفة وتحفيز الإبداعات بالظهور واكتشاف مواهب راقية وجميلة ختامًا اشكر جميع القائمين على هذه المسابقة على مجهودهم الطيب للفن التشكيلي. وأخيرا تحدثت الفنانة ثناء بنجر بقولها: المكان يريح الخاطر وتزينه لوحات قمة الروعة واشعر بالسعادة عندما أرى لوحتي بين اللوحات واسمي بجانب أسماء الفنانين العمالقة، كما اشعر بالفخر عندما أعجب الفنان الكبير هشام بنجابي بلوحتي ومسيرتي للفن وزادني الفرح عندما أرى أشخاصا يقبلون الدعوة ويحضرون المعرض ويباركون لي. فالشكر والتقدير لكل من ساهم في مشوار طريقي نحو الإبداع.