برلين - رويترز، أ ف ب - استقال الرئيس الألماني كريستيان فولف من منصبه اليوم الجمعة بعدما طلب ممثلو إدعاء حكوميون من البرلمان أمس رفع الحصانة القانونية عنه بسبب اتهامات بقبوله خدمات. وأقر الرئيس في كلمة بثها التلفزيون بشكل مباشر من مقر الرئاسة في برلين بأخطائه لكنه لم يقدم اعتذارات. وقال فولف في في كلمة ان "ثقة" المواطنين تأثرت. وطلبت نيابة هانوفر (شمال) مساء الخميس برفع الحصانة عنه بعد الاشتباه في استغلاله للسلطة والحصول على امتيازات من رجال اعمال من اصدقائه. وقال فولف في كلمة مقتضبة "أظهرت التطورات في الايام والاسابيع القليلة المنصرمة أن ثقة (الشعب الالماني) وبالتالي فعاليتي تضررتا على نحو بالغ." وأضاف "ولهذا السبب لم يعد بامكاني أن أتولى منصب الرئيس في الداخل والخارج كما ينبغي." واعلن الرئيس المستقيل الذي يعتبر منصبه رمزيا ان مهامه سيتولاها بالوكالة رئيس الغرفة العليا في البرلمان الذي يمثل المقاطعات، هورست سيهوفر، على ما يقضي الدستور. وتلقي المستشارة الالمانية انجيلا ميركل كلمة في الساعة 10:30 بتوقيت غرينتش. وكانت ميركل قد اختارت فولف للمنصب الشرفي إلى حد كبير في ألمانيا. وتوجه استقالة فولف ضربة للمستشارة المحافظة في خضم أزمة تعاني منها دول منطقة اليورو. فعلى أثر الاستقالة، ألغت ميركل التي يتطلع الجميع اليها وسط الازمة الاقتصادية العالمية في اللحظة الاخيرة زيارة مقررة الى ايطاليا حيث كانت ستلتقي رئيس الوزراء ماريو مونتي لمشاورات حول اليورو. واعلنت المستشارة انها ستبحث مع المعارضة عن مرشح توافقي للرئاسة الالمانية. وقالت ميركل المسيحية الديموقراطية التي تقود حكومة ائتلافية مع الليبراليين "نريد فتح مناقشات" مع احزاب المعارضة اي الاشتراكيين الديموقراطيين والخضر "لاقتراح مرشح مشترك الى انتخاب رئيس الجمهورية المقبل". واوضحت ان المحادثات ستبدأ السبت. وسرعان ما رحبت الامينة العامة للاشتراكيين الديموقراطيين اندريا ناليس ورئيسة النواب الخضر ريناتي كوناست بعرض المستشارة، بعد ان كان حزباهما يطالبان برفع الحصانة عن الرئيس. وفولف (52 عاما) يتعرض منذ منتصف كانون الاول/ديسمبر لانتقادات من وسائل الاعلام والمعارضة. وقد اتهم باستغلال منصبه على رأس مقاطعة ساكسونيا السفلى (2003-2010) للحصول على ارباح مالية متعددة ثم بمحاولته اخفاء تلك القضايا. في مطلع كانون الثاني/يناير رفض فولف الاستقالة. ويبدو اصغر رئيس الماني محافظا عصريا ولم يكن ظاهرا قبل تدفع به سلسلة فضائح الى وسط الساحة الاعلامية. فهو يتعرض يوميا تقريبا لانتقادات في وسائل الاعلام لانه تكتم على قروض او حصل على عطلة مجانية لدى رجال اعمال اثرياء في ايطاليا وفي مايوركا والولايات المتحدة ثم محاولة الضغط على صحافيين ولا سيما في صحيفة بيلد النافذة لمنع نشر معلومات اضافية. واعتبر 77% من الالمان ان صورته تضررت نهائيا فيما طالب 48% باستقالته بحسب استطلاع اخير. وانتخب فولف، الانيق المبتسم الوجه، بصعوبة في 30 حزيران/يونيو 2010 في الدورة الثالثة والاخيرة من الاقتراع حيث كان يكفي حصوله على اكثرية بسيطة. وقد شكل انتخابه بهذه الطريقة اهانة لميركل التي طرحته نظرا الى ان ائتلافها الحكومي كان يمتلك اكثرية في اللجنة الانتخابية. وسبق ان وجدت المستشارة صعوبة في العثور على مرشح للرئاسة بعد استقالة هورست كولر المفاجئة بعد تصريحاته عن دور المانيا في افغانستان التي اثارت فضيحة.