الجامعة العربية - بمواقفها المترددة - تقدم كل يوم لبشار الأسد ونظامه موقفا جانبيا يلتقط فيه أنفاسه، ويهاجم المدنيين العزّل، فأصبحت مثل الكحال الذي أراد أن يداوي المريض فأعماه. و من حيث لا تدري أصبحت عضوا فاعلا في منظمة شبيحة بلا حدود. الجامعة دائما تذهب لقاعة الامتحان بعد أن ينتهي الوقت، وهذا التردد هو الذي شجّع روسيا على موقفها المخزي في مجلس الأمن، فهي ما زالت تدرس وتندد وتشجب وتستنكر بأفعالها الخمسة المعروفة من عام 1945ه . يذبح الشعب السوري، وتتدفق كتائب الحرس الجمهوري، وجيش القدس، وحزب الله، والخبراء والأسلحة الروسية والمليارات الإيرانية، والجامعة تراقب، وتفكر فهي لا تستطيع التفكير تحت القصف. لقد فعلت قناتا الجزيرة والعربية بنظام بشار أكثر مما فعلت به الجامعة العربية، وعرّت كذبه ونفاقه، وأعلنت عن وجود فروع لمنظمة شبيحة بلا حدود في طهران وموسكو وبغداد وبيروت تقدم الدعم اللوجستي له، وتدافع عنه، وتمطر خصومه بالنار في الداخل وبالخيانة في الخارج، والجامعة بأمينها الضعيف، ووضعها المخيف لا تدري ماذا تصنع . لقد فرطت في استقطاب روسيا الحديقة الخلفية لها لأن بوصلتها لا تشير إلا إلى جهة واحدة هي الغرب، وقاومت الدعم التركي بحجة التصدي لطموحات العثمانيين الجدد، وأصبحت كالمنبتّ الذي لا أرضا قطع ولا ظهرا أبقى. منظمة شبيحة بلا حدود تحتاج إلى موقف فاعل من الجامعة العربية، وقد أعلنت عنه صراحة في اجتماعها الأخير عندما قررت قطع جميع العلاقات السياسية والاقتصادية مع نظام بشار، ووعدت بتقديم الدعم المادي والمعنوي للشعب السوري والمجلس الوطني الانتقالي، وعليها أن تخرج بعد اجتماع مؤتمر تونس بعد أسبوعين بموقف دولي لها ولأصدقاء سوريا، يفتح ممرات آمنة، ويعترف بالمجلس الوطني السوري، و يغلق فروع منظمة شبيحة بلا حدود التي تدعم هذا النظام السفاح بأدوات القتل والدمار، وتتابع رفع ملف جلاوزة النظام إلى محكمة العدل الدولية. وتتواصل وتضغط على مفاصل النظام بأن كل من شارك في التنكيل بالشعب السوري سيدفع الثمن غاليا. وسقوط هذا المجرم سيريح العالم من ثقافة القتل والاغتيال وتمزيق الوحدة الفلسطينية، والخلايا النائمة التي يستعد لتحريكها في كل مكان. بشار ونظامه سامونا سوء العذاب عندما شكلوا ممرا آمنا للقاعدة، وآووا المطاردين دوليا، ودربوا فرق الاغتيالات والخطف والقصف والنسف في دول الخليج العربي، وجاء الوقت لأن يشرب بشار من الكأس الذي صنعه بنفسه. اليوم يستميت بتحريك المظاهرات في الخليج، وينادي عبر قناتي العالم والدنيا بالفوضى، رغبة في إبعاد حبل المشنقة الذي بدأ يلتف حول عنقه. اليوم الجامعة العربية في موقف مفاصلة مع نظام طهران على أرض الشام، فقد حولها من بلد للياسمين والشعر والمحبة والإبداع إلى مقبرة للأحلام، وسجن للحرية، ومخلب قط للاقتصاص من الآخرين، فقسم الشعبين الفلسطيني، واللبناني، ومستمر في تصدير ثقافة التقسيم لدول الخليج واليمن، وإدارة المصنع وخطوط الإنتاج بإشراف بشار وحسن نصر الله ومنظمة شبيحة بلا حدود. آن الأوان لأن تقول لبشار ولمنظمته: go out الدرس انتهى. [email protected]