قصة قتل المواطن السعودي حسين الخالدي ونبش قبره على يد شبيحة بشار واحدة من قصص فروسية هذا النظام الأرعن. حراس القومية العربية، وأبطال المقاومة، وفرسان الصمود والتصدي، يتصدون لشاب أعزل عند أحد الحواجز الأمنية بحيّ البياضة بحمص ويمطرونه بوابل من الرصاص. جاء حسين طالب الهندسة الميكانيكية من بريطانيا ليقضي إجازة عيد الأضحى مع أجداده في حمص، ويشاطرهم القصف والنسف الذي يقوم به الجيش السوري العظيم حارس الجولان ومزارع شبعا! مشكلة حسين الخالدي الوحيدة أنه مواطن سعودي يحمل جواز المملكة العربية السعودية التي قالت للشبيحة: لا. لن نسكت على قتل المدنيين العزل، ونصحت بشار وزبانيته فاستمرءوا القتل وأصروا واستكبروا استكبارا. والولد صنو أبيه فوالده وعمه رفعت أحرقا حماة ودفنا تحت أنقاضها أكثر من خمسين ألف مواطن سوري في شهر رمضان عام 1982م. سبعة وعشرون يوما قام فيها حماة العروبة بمجزرة رهيبة ضد الشعب السوري، وما نقموا منهم إلا أن يؤمنوا بالله العزيز الحميد. هذه هي أخلاق الشبيحة القتل بالمجان، والذبح على الهوية، ونحر الشباب السوري يوم عيد الأضحى بتهمة البحث عن الحرية والكرامة وحقوق الإنسان، والرغبة في الخروج من غياهب وطن تحول إلى سجن صفدت فيه الأحلام، وحوربت فيه العقول، وكسرت الأقلام، ولم يبق إلا لغة التصفيق لفخامة بطل العروبة، وفارس الصمود والتصدي، الذي تطير الطائرات الإسرائيلية على رأسه صباح مساء، وتضرب في أي مكان تريد، وتقتل من تقتل داخل مدينة دمشق، وهو يمارس ضبط النفس وخنق الأنفاس وسرقة النفيس وجوقة الضفادع تردد: الله، سوريا، بشار، وبس. هذا هو بشار فارس العروبة وسادن التاريخ، وهؤلاء هم جنوده الأشاوس، فالبطولة عندهم قتل العزّل، والعروبة الذبح على الهوية، والنصر نسف الأشجار والعصافير، والفتوحات سرقة المنازل واغتصاب الحرائر، والبطولات استقدام جزاري حسن نصر الله ومقتدى الصدر وجلاوزة الملالي لذبح الثائرين ضد الفساد، والظلام والاستبداد في وطن تحول كل شيء فيه إلى قطعة من العذاب، ومجموعة من الجواسيس الذين يجوبون المكان والزمان والذاكرة، وعصابة من اللصوص يسرقون التاريخ والجغرافيا وأحلام الناس. دمشق التاريخ والحضارة وخميرة الممكنات، دمشق النور والشعر وحقول الياسمين تتحول على يدي هذه العصابة المجرمة إلى سجون سرية، ومقابر جماعية، ومصحة للمرضى والعصابيين. لكن ريف دمشق ودرعا وحمص واللاذقية وإدلب والقامشلي والحسكة ودير الزور والزبداني ودوما قررت أن تقول: لحماة الديار شكر الله سعيكم، فلقد أضعتم شبعا، وبعتم الجولان، وسرقتم الأحلام، وهجرتم العصافير، اذهبوا إلى مزبلة التاريخ. دمشق وأخواتها قررت أن تخرج من الأقبية، وتكفر بسياط الجلادين وتركب شمس الحرية كما أوصاها نزار قباني، وتخون الخيانة، وتكفر بعروبة الشبيحة، وبممانعة اللصوص. فالوطن حرية وحقوق وواجبات، وحب بين طرفين، وحين يتحول الوطن إلى سجن، ومزرعة للصوص، وملكا لقطاع الطرق، فلا سبيل سوى الخلاص لقد صوّب حماة العروبة رصاصهم صوب الطيور وغصون الزيتون وزهور التفاح وقد حذرنا منهم محمد الماغوط عندما قال: منذ رأيتهم يغدقون الرصاص بلا حساب بين عيني غزال متوسل أدركت أنهم لا يتورعون عن أي شيء، ولا ينبئك مثل خبير. [email protected]