إذ أرت الشراء من الحراج، فاسأل عن سعر البيع، فالمستعمل في هذا السوق المفتوح، يجذب بأسعاره، أما الحالة الفنية لما تريد شراءه فيجب أن تكون من أصحاب الحظ الوفير. أجهزة مكيفات، وأدوات كهربائية، محلات وورش تتنافس لتقديم ما لديها للباحثين عن الأسعار الأقل والأكثر جودة. وعلى الرغم من أنه سوق أجهزة التكيف تقدر بالملايين في هذا المكان، إلا أن هناك شروط وأصول لعمليات البيع والشراء لابد من اتباعها، ولذلك طبقت شرطة محافظة جدة بعض الشروط لكيفية شراء الأجهزة الكهربائة من البائعين. ويؤكد متعاملون في السوق أن هناك شروطًا لشراء المستعمل، منها «الجرم» وهو الغطاء الخارجي الذي يعتبر ورقة المرور لبيع الجهاز، وهو تأكيد على أن الجهاز ليس مسروقًا. أما المواطنون فيؤكدون أن الشراء من الحراج لابد وأن يرافقه حظ وفير حتى لا تكون عرضه لضياح ثمن الشراء. ويقول الشاب عبدالله الغامدي: الأجهزة الكهربائية في سوق الصواريخ تتميز باعتدال أسعارها، وهذا من أهم أسباب الإقبال عليها، وأضاف: يجب أن يكون المشتري صاحب حظ، فانت تشتري جهازًا مستخدمًا ولا تعرف ما السبب الذي أدى لهذا الجهاز إلى التواجد في الحراج وعرضه للبيع، وقال: مع الأسف الشديد أصحاب المحلات التجارية لا يعطون المشتري ضمان في الأجهزة الكهربائية. أما المواطن وليد العصيمي فيقول: أذهب الحراج في سوق الصواريخ في حالة حاجتي إلى بعض الأجهزة التي تكون في أماكن أخرى غالية السعر؛ ولأجل حالتي المادية المحدودة أبتاع من سوق الحراج، وبعض الأجهزة تكون جيدة الاستعمال وقد استخدمها إلى سنة أو سنتين دون أن اضطر إلى إصلاحها. وأضاف: ابني «فايز» على وشك الزواج، ولذك أنصحه بأن يؤثث شقته الصغيرة من سوق الحراج؛ لأن حراج الأجهزة الكهربائية يتميز بالأسعار المحدودة وفي أغلب الأحيان يتميز بالجودة الممتازة للاستعمال. محمد رزيق صاحب إحدى محلات الأجهزة الكهربائية يقول: يكثر الزبائن على الأجهزة الكهربائية المستعملة وذلك لعدة أمور منها بل ومن أهمها مسألة الرخص النسبي، ويكثر الباعة الذين يريدون من أن نشتري منهم وبعض هؤلاء من المحرجين أو الأشخاص عاديين؛ ولذلك طبقت شرطة جدة وألزمت علينا عدم الشراء من أي شخص حتى يحصل منه شيخ الحراج على صورة من بطاقة الأحوال ويجيب على بعض الأسئلة التي يطرحها شيخ الحراج. ويضيف رزيق أن أكثر البضائع التي نشتريها تكون من أجهزة التكيف لسهولة نقلها وسرعة بيعها؛ ولذلك لا نشتري أجهزة التكيف إلا يكون معها ما يسمونه ب (الجرم)، اطمئنًا من أنها غير مسروقة، لأن السارق لا يستطيع أن يقتلع «جرم» المكيف وهو الغطاء الذي يحيط بأجهزة التكييف. وأضاف رزيق أننا نشتري من الأعيان الذين يبيعون الأجهزة الفردية أو من الحراج وبعد الشراء نقوم باصلاح الجهاز وزيادة الفريون للتبريد و دهانه بطلاء خفيف لنعيد حسن مظهره. *أرباح محدودة وعن أسعار البيع يقول: الأسعار تحدد على حسب الجهاز الكهربائي وأن متوسط السعر يقارب 400 ريال للجهاز المستخدم، مشيرًا إلى أن معدل الربح يتراوح من 50 إلى 70 ريالاً. وأضاف: معظم زبائن الحراج من العمالة الأجنبية أو بعض المواطنين السعوديين، وأن هناك فئة من الشباب كبيرة يكونون مقبلين على الزواج ويضطرون للشراء من الحراج خاصة من أصحاب ذوي الدخول المحدودة أو المتوسطة. * شروط ومتابعة البيع من جهته أكد العقيد مسفر الجعيد المتحدث الإعلامي باسم شرطة جدة: وضعنا قوانين محددة ولها النمط الخاص للحيلولة دون السرقة وانتشارها وذلك لسهولة نقل الأجهزة الكهربائية وسهولة البيع أيضًا؛ ولذلك تعاملنا مع شيخ الحراج أنه لا يتم شراء أي جهاز من الباعة إلا ويكون مع البيعة فاتورة نظامية. وأضاف الجعيد: أننا قمنا بنشر دوريات سرية في الأسواق التي ينتشر بها بيع الأجهزة الكهربائية ويشكك في أمرها وفي حالة الاشتباه نبدأ بمراقبة البائع ونحقق في أمره وكيفية حصوله على الأجهزة المراد بيعها. وعن الجانب الاقتصادي يكشف تقرير اقتصادي حديث، أن قطاع أجهزة التكييف والأجهزة الكهربائية المنزلية في المملكة، مرشح للنمو خلال السنوات الثلاث المقبلة، بنسب تتراوح بين 30-50 في المائة، مدعومًا بحالة الانتعاش الاقتصادي المتوقع في المملكة، على ضوء التعافي من تبعات الأزمة الاقتصادية العالمية، وتنامي معدلات النمو الديمغرافي والطفرة العمرانية التي تشهدها السوق المحلية. وقدر التقرير الصادر عن مجموعة شاكر، بالتعاون مع عدد من كبرى المؤسسات البحثية، النمو المتوقع لسوق أجهزة التكييف في المملكة خلال السنوات الخمس المقبلة بنسبة 50 في المائة، ليصل بحلول عام 2014 إلى 4.5 مليار ريال، بعد أن كان قد حقق معدل نمو خلال الثلاث سنوات السابقة نسبته 50 في المائة، حيث يبلغ حجمه الحالي نحو 2.7 مليار ريال. وتعتبر السوق السعودية ثالث أكبر سوق في العالم لأجهزة التكييف بعد أسواق الولاياتالمتحدةالأمريكية والهند وكان الخبير الصناعي الدكتور عبدالله الكريم، أوضح في وقت سابق أن الأسواق الخليجية تعد واحدة من أفضل الأسواق الواعدة؛ لمنتجات الأجهزة التكييفية المنزلية، نتيجةً لطبيعة المناخ الحار بصفة عامة وارتفاع القدرة الشرائية لدى الأفراد، فضلاً عن التسارع المتزايد للعدد السكاني بنسبة تقدر ب2.6%.